فاتن حمودي - سوريا رسم: الفنان العالمي بيكاسو غادرتُ كلماتِكَ والمطرُ يهطلُ غادرتُ كلماتِكَ والعناقُ ينهضُ فرساً يجمحُ يصهلُ ويدورُ.. ماذا لو دبتِ الرغبةُ في قهوةِ الصباحِ فوجدتَنا معاً ننزلقُ في الحلمِ وندركُ أنها لعبةُ الطفولةِ المتبقيةِ فينا مسربٌ إلى العنبِ حديثُنا كلماتٌ تسري في يدي وكُلّي ألتقطُ بعضَ أشلائي أراكَ طائرةً ورقيةً في سمائي أمضي نحو ألفِ مهبٍ ونمضي معا في الزوبعةِ يدورُ الكأسُ يخبطُ الأرضَ ويجنُّ نرفو ساعاتٍ من الخرابِ نومضُ بالبرقِ نرتعش بالرّعد.. طويلاً كان انتظارنا أصابعُنا تلك سالَ منها الدمعُ إلى راحتينا ****** كيف يمضي برقُ الكلماتِ ومطرُها الهاطلُ لا أدري حزني.. ولا جواباً للعصف أدري يقولون تسرقين الضوء وتختفين ولا يعرفون أن يومي يغادر دون أن يتركَ أثراً تغادرُ الأيامُ تغادرُ السنواتُ ورغم ذلك لا أدري سوى أن المطرَ يسيل من أغصان روحي ماذا لو جمعَنا ذاتَ صباحٍ فنجانُ قهوةٍ أو كرسيٌ على رصيفٍ بعيد ... غرباءُ بلونِ القهوةِ نفتشُ عن كلماتِ كلماتٍ في مهبِ الجنونِ تمضي بأصواتٍ وخطا وأنفاسٍ تمشي في العروقِ فيهذي صمتي وأدور حول نفسي موجٌ يأخذني تستيقظُ الكلماتُ «يا كل أهلي» تستيقظُ النداءاتُ مرة «ليدا» ومرة «القطة المستوحشة».. «مرة يا عدوة دمي. ويا صديقة دمي ... لا تطلقْ الأسئلةَ.. مثل رمل الصحارى أعمارنا مكوّمةٌ في سلالِ الغسيلِ يا امرأةَ القهوةِ دعي البحر يمشّط الأحلامَ يغسل الروحِ دعي البحر يشمّ قهوتك ودعي فيروز تغني خذيه إلى حضنك مشِطّي شعرَهُ ضفائر واشكلي خرزاً أنا امرأة العصفِ أنجبتُ طفلةَ البساتينِ واللونِ وطفلةَ الغجرِ أنجبتُ غزالين شاردين أنا الشجرةُ الهاربةُ من فيئها من أغصانها مشغولةٌ بالعواصفِ الطارئةِ و الأحلامِ العابرةِ أناملي أتعبها الانتظار فسال الدمع منها إلى المرفقين و مطري البعيد ينهمر في الزواريب مطري البعيدُ شاعر يمدُّ يده لنجمته «ليدا» أنا الهاربة أبدا أرتحل في حروف إلحاحِكَ أزحزحُ سطوةَ الغيابِ أزحزحُ كثبانا أتعثرُ بعزلةٍ تمدُّ مخالبَها أسقيك فنجان قهوة على عجل فتسكر الكلمات أكتبُ أحوالَ الحرفِ وأهربُ أسألُ الصمتَ وشباكَ العنكبوتِ فتنزلقُ الكلماتُ من أطرافِ الأناملِ وأطرافِ اللسانِ تنزلقُ نحو المحوِ المحوُ العذبُ أنزلقُ أكثرَ ويمضي الكلامُ... حروف تأتي من الشامِ تتناسلُ وجعًا لذيذًا فتضاءُ عيناي من أولِ اللسعِ أولِ الحرف .. أولِ الصوت والرائحة أولِ البرقِ والعصفِ لهذا تنهنهت بالمطر.... ****** وهمي لذيذ غصنٌ أجوفٌ أنا كلماتُك تطلعُ مني الموسيقا فأنصِتْ إلى أنوثتي اشعلْ الأخضرَ واعبرْ سمائي عصافيرُك على أطرافِ أغصاني وأناملِ يدي كلماتك تسري كأنها ... أو كأنني من سلالة العنب يدور المكانُ تقتربُ الشامُ ويقتربُ صوتُ المطرِ مظلةٌ وعاشقان مبللان أجهشا بالرعد مضيا نحو كلماتِ تشعلُ الشموع لظلالٍ تمشي مع الريح هناك حيث لا أنا ولا أنت ولا نحنُ هناكَ تمضي ظلال ُالكلماتِ وحيدةً بردانةً حيث لا مظلة ولا شتاء