بما أننا نقضي وقتا طويلا يومياً في سياراتنا في الصّباح والليل أثناء ذهابنا للعمل وفي توصيل أبنائنا للمدارس، وفي ذهابنا للسوبر الماركت والأسواق، وكذلك زيارة الأهل وغيرها من المشاوير اليومية، وبما أننا نعيش في ظل ازدحامات مرورية كبيرة تُبقينا في سياراتنا أوقاتاً أطول من المُعتاد خصوصاً في أوقات الذّروة، وبما أن شوارعنا تمتلئ بالسيّارات الكثيرة، وبما أن الإشارات تغلق باللون الأحمر وتفتح باللون الأخضر أكثر من مرة، أرى أنه من الأفضل لنا لو استغللنا هذه الساعات الطويلة في الاستماع لراديو السيّارة والاستفادة من المعلومات المُفيدة التي يحملها هذا الجهاز العظيم الذي اخترعه الإيطالي «ماركوني» بدلاً من أن ننظر إلى وجوه الناس، أو نتحدّث بكلام فارغ، أو غير ذلك من وسائل إضاعة الوقت التي نُمارسها دوماً في سيّاراتنا. فالردايو هذا الجهاز العظيم يحمل بداخله قنوات إذاعية مُميزة، قنوات تبث على مدار السّاعة برامج دينية وثقافية وسياسية واجتماعية وطبيّة واقتصادية ورياضية وفنية، يُفضل أن نستفيد منها، ففي الراديو أعذب التلاوات والأصوات والقراءات كإذاعة القرآن الكريم، وفي الراديو برامج الإفتاء كبرنامج نورٌ على الدّرب، وفي الراديو البرامج الحوارية السّاخنة كبرنامج الثامنة مع داود، وفي الراديو برامج خاصة بصحة الإنسان، وفي الراديو برامج تُناقش القضايا الاُسرية كبرنامج بُيوت مطمئنة، وفي الراديو برامج تُعنى بالجانب الاجتماعي كبرنامج الدّين المُعاملة، وغير ذلك من البرامج المُفيدة التي أتابعها في سيارتي والتي أدعو الجميع إلى متابعتها في سيّاراتهم. وحبذا لو استفدنا من بقائنا الطويل في سيّاراتنا ذهاباً وإياباً بالاستماع إلى هذه البرامج وغيرها من أجل زيادة رصيدنا المعلوماتي، وتثقيف أنفسنا وزوجاتنا وأولادنا وتطوير قدراتنا لكي نخرج بكم هائل من المعلومات المُتنوّعة التي تُفيدنا لاحقاً في الحياة أو في أي نقاش يحصل بيننا وبين الأهل أو الأصدقاء أو مع أي واحد من الناس.