استبشرنا خيرا عندما قامت وزارة الصحة بإقفال بعض المستشفيات والمستوصفات المخالفة، لكننا اليوم نعود للمربع الأول، أتساءل لو كنتُ وزيرا هل أشتري جميع «الآيفون فايف» كي أثبت أنني أكرم من وزراء «الآيباد» وعندما يخطئ أحد منسوبي وزارتي يكون «الآيفون» جاهزا، ولكن لماذا اشتري هذه الكمية الكبيرة؟! هل لكثرة ما سمعنا من أخطاء لبعض الوزارات …ربما، للأسف بعض منسوبي وزارة الصحة يستطيعون إهداء جميع «الأيباد» و»الايفون» الموجودة في المملكة خلال أسبوع واحد فقط؛ لكثرة الأخطاء لديهم سواء أخطاء قاتلة والتي يكون دائما تبريرها المعلب جاهز لديهم (قضاء الله وقدرة ..ونعم بالله) أو أخطاء بالإمكان تداركها، والتي دائما تكون خلف الكواليس، ولا نسمع عنها شيئا. إقالة المتسببين في هذه الأخطاء من قبل الوزارة كهدية لما ارتكبوه، وليست عقابا لهم، لكن هل يقتنع المواطن البسيط؟ ولماذا لا يحاكمون كي يصبحوا عبرة للآخرين؟ لقد أصابتنا التخمة من كثرة ما سمعنا عن أخطاء من بعض المسؤولين الذين يحاولون التبرير وعدم الاعتراف بالذنب، وهذا الفارق بيننا وبين الدول الأخرى التي يتقدم المسؤول أمام الملأ ويعترف بأخطائه علنا. الحكومة تنفق الملايين ومختبراتنا لا تستطيع التفريق بين الدم الملوث والسليم، والتي استطاعت الدول الفقيرة اكتشافه منذ عقود، لكن أوجه سؤالي للمسؤولين في وزارة الصحة: هل قمتم بزيارة مرافقكم في المناطق؟ وهل قمتم بتقييم الكوادر الطبية لديكم ؟ أشك في ذلك.. ناهيك عن الكوادر الطبية الخاصة، الذين ينتشرون في كل بقعة من مملكتنا الحبيبة، وهمهم الوحيد هو التجارة وكسب الأموال على حساب صحة أطفالنا، والاتفاق مع الصيدليات على الوصفات الطبية الخادعة. للأسف أصبحت بعض الوزارات لدينا لا تفيق من كبوتها حتى نقع في الكارثة، وبعدها تبدأ العلاج، أتساءل لماذا لا يكون هناك مراقبون لكل وزارة، ويكون عملهم ميدانيا وإعداد التقارير للمسؤولين كي نتفادى مسح السبورة، كذلك الذي حصل للبريئة رهام.