اتهم الروائي عبدالحفيظ الشمري، شعراء الحداثة ب «تهميش» القصة القصيرة. وقال في أمسية أقامها النادي الأدبي في المنطقة الشرقية، مساء الثلثاء الماضي: «سيطر الشعر الحر على المشهد الثقافي، في الثمانينات من القرن الماضي فيما كانت القصة القصيرة نبتة ظل في الملاحق الثقافية». وأرجع السبب إلى «انشغال الشعراء القائمين على تلك الملاحق بالشعر في المقام الأول والثاني والثالث وفي الرابع على القصة». بيد ان محمد الدميني، الذي كان ضمن طاقم تحرير ملحق «المربد» في الزميلة «اليوم» خلال الفترة التي حددها الشمري، اعترض في مداخلة، على هذه التهمة، ووصفها ب «التهمة التي أطلقت جزافاً»، نافياً «تحكم شعراء تلك المرحلة بالمنابر»، مستشهداً بتجربته مطلع الثمانينات وعمله في الصحافة، إذ لم يلحظ ما أشار إليه. وشدد على أن «للشعر حضوره، وللقصة حضورها»، مستشهداًً ب «بروز كوكبة من القاصين من خلال الملاحق الثقافية، مثل جبير المليحان وجار الله الحميد وعبدالعزيز مشري وفهد الخليوي، وفهد العتيق». وفي السياق ذاته، لفت الشاعر حسن السبع الذي زامل الدميني في «المربد»، إلى أن شكوى الشمري، تعرض لها من غابريل غارسيا ماركيز في كتابه «عشت لأروي». بيد أن الشمري عقب نافياً أن تكون تلك التهمة «جزافية». وأوضح أن «القصة إلى جانب معاناتها تلك، كانت تعاني أيضاً من قسوة الرقيب ومعوقات النشر»، مبدياً أسفه: «نحن جيل بلا أساتذة». وعزا السبب إلى أن «رواد القصة كانوا مشغولين بذواتهم». واستعرض الشمري، في الأمسية التي أدارها القاص زكريا العباد، تجاربه القصصية والصحافية والروائية وفي الكتابة للطفل. وقال: «في مشروعي القصصي شغلت بحكاية الريف والقرية، ونجحت في تدوين خمس مجموعات قصصية لم تكن جميعها حول الريف، لكن غالبيتها تنحو هذا المنحى»، مرجحاً أن تكون مجموعتاه «الكادحون»، و «أبي والقوافل» هما «العالم المتأصل في هذا الملمح». وحول تجربته الروائية، قال: «عنيت بتدوين ثالوث الحياة في بيئتنا: القرية، المدينة، الصحراء، فجاءت أعمالي الروائية الثلاثة مشبعة بهذا الهم الاجتماعي»، لافتاً إلى أن مشروعه الروائي هذا استغرق 10 أعوام. وقال: «في بداياتي، كتبت رواية عنيفة، بلغت نحو 400 صفحة، كنت فيها قاسياً على الجميع. وتناولت من خلالها كل ما يخطر وما لا يخطر على البال، لكنني أحجمت عن نشرها». ووثق اشتغاله في عدد من الصحف المحلية على مدى ثلاثة عقود، حاطاً عصا الترحال، في الزميلة «الجزيرة» من خلال الزاوية الاجتماعية «بين قولين»، والزاوية الثقافية «مطالعات»، أو «مقاربة»، والتي تعنى بالإصدارات الجديدة، مؤكداً أن تحول الصحافة من الأفراد في عام 1383ه، والتي كانت موجهة إلى المثقفين إلى المؤسسات، والتي اقتصر حضور الثقافة فيها على الملاحق، «أضعف التواصل مع المتلقي». وفي موضع آخر، وصف الكتابة للطفل بأنها «مرهقة، وشاقة»، مطالباً ب «دعمها معنوياً ومادياً»، منوهاً إلى أن بعض المؤتمرات التي حضرها «لم تحقق ما يذكر حول معوقات ثقافة الطفل».