حاولتُ فيما تقدّم من مقالات أن أرسم رؤيةً عامّة مختصرة حول (تحدياتنا، أزماتنا، تفكيرنا تجاه مستقبلنا المشترك..)، لأصل مع القارئ الكريم لتصورٍ مشترك حول (خارطة الطريق) الواجب رسمها والعمل بها للعبور إلى المستقبل، وفق ما يقتضيه أمننا وسلامنا ورفاهيتنا وتقدمنا الحضاري. وأكملُ هنا وفيما سيأتي الحديث حول تلك التحديات والأزمات والحلول الممكنة بشيء من التفصيل، وقد يكون الدخول مباشرةً في صلب الحلول الآن أهم من استعراض وتشخيص تلك الأزمات، ذلك أنها غدتْ واضحة للجميع، ومسّتْ أوجاعها وآلامها الأغلبية منّا! ولنبدأ بمشكلة الإسكان وغلاء الأراضي، علماً أن الحديث عن هذه (الأزمة المفتعلة) ليس بالجديد، فهي أشبه بالصداع المزمن الذي يصحو وينام عليه نحو 19 مليون نسمة من السعوديين! إنَّ الحديث عن الآثار المدمرة لاحتكار الأراضي وتشبيكها وحصرها في أيادي فئةٍ ضيقة جداً، على حساب الملايين من بقية أفراد المجتمع، أقول يجب أن نتجاوزه إلى حلولٍ صارمة، تفكُّ هذا الاحتكار المجحف، وتنقذ البلاد والعباد من شرّه المستطير! أكمل في الغد كيف أن فرْض الزكاة على جزء منه، والضريبة على بقيته، ونزع ملكية ما لم يتم إحياؤه لعشرات السنين، هي طريقٌ للنجاة والسلامة، وإنْ هرطق المهرطقون بما لايقبله عقلٌ رشيد، إلا من لايفرّق بين الماء واللبن!