الزوج في الرحلة الخلوية على طرف الغابة كان راقدا على ظهره مستلقيا تماما حين جاءته زوجته جارية وهي تصرخ: الحق… أمي والأسد وجها لوجه .. والزوج ينقلب بهدوء على الجانب الآخر وهو يقول: ابتعدي.. على الأسد الذي أدخل نفسه في هذه الورطة أن يخرج نفسه منها. لابد أنك قد سمعت بهذه النكتة قبل مدة طويلة وهي جزء من قذائف الحرب العالمية الضاحكة التي انطلقت في الستينيات أيام تدمير الأسرة في العالم العربي.. وآلاف النكات تجعل من الحماة شيطانا يقتل من الضحك والغيظ والحيرة ..و..و .. وحرب الزوجة وأم الزوج معركة أخرى تصنع هناك وفيها تظل الزوجة تطارد أم الزوج وتجلد ظهرها حتى تشعر يوما بضربة على ظهرها هي وتلتفت وتجد أنها قد أصبحت أما لشاب قد تزوج وأنها أصبحت حماة .. وهنا الزوجة تجرجر أقدامها إلى معسكر الحماوات تشكو من ظلم زوجة الولد .. وأيام الحرب الحقيقية حرب تدمير المجتمع كان المجتمع المصري هو المسرح الأعظم الذي من بعده تدمر بقية مجتمعات العالم العربي. وأيام هزيمة حرب 67 الطرفة الإسرائيلية تسخر من سرية العمليات الحربية المصرية وتجعل «كمساري الباص» يصيح بالركاب في إحدى المحطات: المطار السري … حد نااازل ؟ وتجعل من الجيش سخرية لا نعيد نكاتها هنا والجيش المصري يحطم إسرائيل بعد 5 سنوات.. لكن المجتمع لم يكن بهذه البراعة في الرد وهكذا ظل يكرع السموم، وفي الغناء كان الثلاثي المرح يغني عن ( ثلاثة شبان حلوين ) وأغنيات صباح وغيرها مثلها.. والمسرح يسخر من أولاد البلد و… وواحد صعيدي و.. وفي السودان الآن تضج نكات يحملها الموبايل لكل أحد … واحد جعلي … وواحد محسي .. وواحد دنقلاوي .. ومركز يقوم الآن لكتابة لغات القبائل بدعوى الحفاظ على ثقافة كل قبيلة .. و ( بطولات) قبلية توقف مشاريع البترول والسدود والزراعة وكل من الأبطال لا يشك في أنه يخدم القبيلة وكتاب الأمة المضطربة الذي يكتبه باحث إنجليزي عام 53 يلاحظ أن انتخابات عام 53 في السودان كانت قبلية إلى درجة تجعله يقول ( السودان يدمر يوم تنكفي القبائل في السودان على العاصمة ) .. تذويب القبائل كان هو أول ما يبدأ به قيام الدولة السعودية وكلمات مثل ثقافة..وقبيلة.. وحرب .. ومخابرات .. ودولة.. كلها كلمات لابد من إعادة تعريفها في العالم العربي وفي السودان قبل العالم العربي.