أربع كلمات أخوات لفظاً ومعنى، من أسماء المدينةالمنورة، لطيب تربتها وطهارة أرضها ونفاسة هوائها، من أقام بها يجد من تربتها وحيطانها رائحة طيبة لا تكاد توجد في غيرها، ألم يمتزج هواء المدينة بنَفَسِ رسول الله عليه الصلاة والسلام؟ وتطهّرت تربتها بخطواته المباركة على أرضها؟ فأي زائرة تزورها أو زائر يزورها يجد أنها مطيّبة وإن لم تطيّب، حيث طاب هواؤها وتطيبت تربتها، ويتحقق ذلك واقعاً ملموساً وأنت تتجول في أرجائها. ألم تر أني كلّ ما زرت زينبا وجدتُ بها طيباً وإن لم تطيّبِ إنك ترى اخضرار أشجارها قبل الربيع و تشعر بأن تراب أوديتها الذي تمشي عليه يختلف تماماً عن غيره. ألا أن وادي الجزع أضحى ترابه من المسك كافوراً وأعواده رندا وما ذاك إلا أن هنداً عشيّة تمشَّتْ وجرت في جوانبه بردا وكان اسمها يثرب فغيّرها رسول الله إلى طيبة وطابة فعن أبي حميد قال: أقبلنا مع رسول الله عليه الصلاة والسلام من تبوك حتى أشرفنا على المدينة فقال: «هذه طابة» رواه البخاري و قوله عليه الصلاة والسلام ( إن الله تعالى سمى المدينة طابة ) رواه مسلم وفي رواية ( إن الله تبارك وتعالى سمى المدينة طيبة ) رواه أحمد، ولعلّ جريدة «الشرق» قد أحسنت صنعاً في بثّ هذه الأسماء بين القرّاء والقارئات حيث يطيب تكرارها ويحلو سماعها، ولعلّ أفراد الأسرة يحفظونها حيث إنها من محببات مدينة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وتعبّر عن فضائلها أيضاً .. و تبعث في النفس كلمات أدبية راقية ولاسيما أن هذا العام المبارك هو رجوع الثقافة إلى الأصل الذي انطلقت منه. لقد طبت، إن الطيب بعض خصالك أطيبة قد يقضي لنا بوصالك وطبت لمن طاب الجناب بطيبة فأضحى مثال الشمس دون مثالك