الدمام – أحمد آل منصور الهاجري: طالبوني بدفع 18 ألف ريال لإزالة محول كهرباء من أمام بيتي افتقار للخدمات، ونقص في التنمية، وفوضى في التخطيط، كل ذلك اجتمع في مركز النابية، البلدة المحاصرة بين طريقين حيويين: طريق الجبيل السريع شرقا، وطريق أبو حدرية غربا.. وأمام هذه الاحتياجات، هناك غياب لنصيب المركز من الاهتمام الذي تحظى به بقية المراكز والمحافظات والمدن من حولها، بالرغم مما يشكله موقعها من أهمية كبيرة، إضافة إلى أنها تعد من أقدم قرى محافظة القطيف، وتعد إحدى الهجر التابعة لها غربي مدينة الدمام (15 كيلومترا)، وكانت تسمى القاسمة، ويسكنها في الأغلب بنو هاجر وقحطان وشمر وعنزة، ويقدر عدد سكانها ب 14 ألف نسمة، وبالرغم من موقعها الحيوي إلا أن من يدخل إليها يظن للوهلة الأولى أنه في منطقة غير مأهولة، أو في ناحية من البادية، حتى أن أغلب قاطنيها يسمونها ب «البلدة النائية» بعدما يئسوا من إيصال صوتهم للمسؤولين، رغم محاولتهم ذلك مراراً وتكراراً. «الشرق» جالت داخل أحياء «النابية»، ورأت الطرقات الوعرة، والحفريات، وأكوام الأوساخ المتراكمة، والفوضى في المخططات، والأنابيب المرمية في الطرقات. ولأن «النابية» تقع على تماس مع الخطين السريعين: الجبيل – الدمام من الشرق، ومن الغرب خط الكويت المتجه إلى البحرين، فأهلها يعانون من دخول الشاحنات داخل أحيائها بسرعة وتهور، ومن جهة أخرى تقف هذه الشاحنات للاستراحة بالقرب من المنازل، وهي محملة بأطنان من المواد السامة القابلة للاحتراق. ويقول المواطن رجاء الهاجري «نحن في حاجة ماسة لمن يقف وقفة حازمة أمام كل ما يحصل من مخالفات في بلدتنا، فبعض الشركات المكلفة بالمشاريع تترك ما حفرته دون سفلتة، ولا توجد أرصفة، وأما الإنارة فهي مجهزة، ولكنها لم تبدأ بالعمل بعد. وأضاف الهاجري أن البلدة تعاني انقطاع المياه كثيراً «نقوم في أغلب الأحيان بالحصول على المياه على حسابنا الشخصي»، وأما المطبات فعددها 55، لكن لا يوجد أي منها أمام مدارس الأطفال، وأما الشباب فيمارسون «التفحيط» في ساحة مخصصة لهم لا يوجد فيها أي مطب. وطالب الهاجري بتخصيص مركز للدفاع المدني، ومركز للشرطة، ونادٍ رياضي يستفيد منه شباب البلدة، وصالة أفراح «كل المناسبات تقام في الخيام، الأمر الذي قد يعرض المحتفلين إلى حريق، أو ما شابه ذلك». وتابع الهاجري تعداد ما تفتقده البلدة: لا يوجد فرع لأي بنك، أو مركز بريد. واشتكى محمد الهاجري من وجود محول للكهرباء أمام باب بيته «تقدمت بشكوى مطالباً بإزالته، فطالبوني بدفع 18 ألف ريال لإزالته». ولفت إلى وجود وحدات لسكن العمال العزاب قرب سكن للعائلات، وإلى وجود محطة للبنزين في منتصف الحي، مطالباً بإزالتها، لما في ذلك من خطر على سكان هذا الحي. وطالب محمد بإنشاء جسر للدخول إلى النابية على طريق أبو حدرية «نقطع مسافات طويلة لعدم وجود مدخل لبلدتنا». وتظلم حفيظ عبدالله من نسيان بلدته من المسؤولين «نقدم شكاوى، لكن لا يوجد من يسمع صوتنا، فالشباب يفحطون في منتصف الليل، ويتجمهر مشاهدوهم ويتشاجرون، وأحياناً تنتهي بعض الشجارات إلى القتل». وذكر عبدالله أن المستوصف يعمل حتى الرابعة عصراً «نطالب بأن يعمل 24 ساعة، أو إلى الساعة 11 قبل منتصف الليل، على أقل تقدير. لدينا حديقة واحدة لا تكفي لتخديم أهل البلدة كما يجب، كونها تقع في طرف البلدة». من جهته، أفاد مدير عام العلاقات العامة والإعلام، والمتحدث الإعلامي في أمانة المنطقة الشرقية، محمد الصفيان، بأن بلدة النابية كباقي مدن وقرى محافظة القطيف تقدم فيها البلدية كل الخدمات، وتم الانتهاء مؤخراً من إنارة الحي (ب)، وجزء من المناطق في (ج)، وتم تركيب أعمدة الإنارة في المنطقة (أ)، كما تم تركيب إنارة الشوارع الرئيسة التجارية الأربعة حتى شارع الضغط العالي، وكذلك في الشارعين الشمالي والجنوبي، وأما بالنسبة لأعمال السفلتة في النابية فهي مستمرة ضمن مشروع صيانة الشوارع في سيهات وتوابعها للأعوام 1434 1437ه، وقد نُفذت فيها في الفترة السابقة مجموعة من الأعمال، كازدواجية الطريق الواقع بين المنطقة الزراعية جنوب النابية والمنطقة السكنية، وهو يربط طريق الجبيل – الظهران السريع وطريق الخط العالي، ويعتبر بمثابة مدخل للبلدة، وكذلك سفلتة شوارع منطقة الهلال الأحمر، والمركز الصحي، وسفلتة شوارع المنطقة الصناعية الواقعة جنوب غرب البلدة، وسفلتة طريق الضغط العالي الذي يربط النابية بالمنطقة الصناعية بالدمام، وأعمال التسوية والتمهيد والسفلتة للطرق في المخطط رقم 3/383، كما أن بعض الشوارع في البلدة، كالمدخل الجنوبي، تقع ضمن الشوارع التابعة لإدارة الطرق والنقل في المنطقة الشرقية. محول كهرباء أمام أحد المنازل مخالفات بناء إلى جانب المساكن الأهالي يشرحون للزميل المنصور مطالبهم