في مركز "النابية" الواقع على طريق الدمامالجبيل السريع التابع لمحافظة القطيف فوضى مرورية تجعل من السير خطرا يتربص بسالكي الطرق، وشوارع بلا عناوين ولا أرصفة، وظلام يحاصر الحي ليلاً، ويطالب ساكنيه بأن يأخذ المركز حقه من التنمية كغيره. وفي "النابية" التي يسكنها 27 ألف نسمة، شجع غياب التواجد المروري على انتشار مخالفات السير والتفحيط والحوادث المرورية، كما تسبب عدم وجود مركز للدفاع المدني في تأخر عمليات إنقاذ المصابين وإخماد الحرائق والتي تقوم بمباشرتها فرق الدفاع المدني التابعة للأحياء المجاورة. وعبر ل"الوطن" عدد من المواطنين من أهالي مركز النابية، عن استيائهم وتذمرهم من نقص الخدمات المختلفة في الحي الذي "أُهمل" حسب قولهم، على الرغم من أنه لا يبعد عن مدينة الدمام سوى 5 كيلو مترات. بلا خدمات وقال محمد الهاجري، إن "هذا الحي يعاني منذ سنوات طويلة من نقص كبير في الخدمات، ويفتقر إلى بعض الخدمات البلدية مثل التشجير، ورصف الشوارع وتسميتها، وترقيم المنازل للاستفادة من إيصال الخدمات عن طريق عناوين واضحة". في حين علق راشد الهاجري بالقول إن الظلام يسيطر على الشوارع الداخلية التي لا وجود لأعمدة الإنارة فيها، بينما انحصر اهتمام البلدية فقط على شارع واحد، ومما يدل على إهمال الحي دون غيره من الأحياء الأخرى هو وجود حديقة واحدة فقط في الحي، ذات مساحة صغيرة ولا يوجد فيها سوى 3 ألعاب للأطفال فقط. وأبدى فهد الهاجري استياءه من عدم وجود مركز للدفاع المدني في الحي، مشيرا أن سكان الحي ينتظرون وصول فرق الدفاع المدني من الأحياء المجاورة في حالة حدوث حريق، ما قد يعيق عمليات إنقاذ المصابين، ويتسبب في تأخر السيطرة على الحرائق. غياب أمني بينما تساءل عبدالله القحطاني عن عدم تخصيص مركز للشرطة تابع للحي، مشيراً إلى غياب الجانب الأمني، وانتشار السرقات ، إضافة إلى بعض الجرائم الأخرى التي شجع انعدام التواجد الأمني بصورة مستمرة على وقوعها. أما المواطن محمد حمد فقد طالب بتكثيف تواجد دوريات المرور، لما يشهده الحي من فوضى مرورية كبيرة يومياً، ويقول إن "التفحيط أصبح عملاً يومياً لفئة كبيرة من الشباب دون رقيب أو حسيب، مناشداً بتحديد مدخل آخر واضح للحي، وذلك لكون المدخل الحالي يمر بالمجمع الصناعي الذي تكثر فيه الورش والشاحنات الكبيرة التي تعيق دخول السيارات إلى داخل الحي، إلى جانب ما يشهده من مخالفات لأنظمة المرور جراء عكس السير من قبل الكثيرين. اهتمام مسؤولين من جانبه قال مدير العلاقات العامة والإعلام المتحدث الرسمي لأمانة الشرقية محمد الصفيان، إن "بلدية القطيف نفذت مشاريع سفلتة وأرصفة طوال الفترة الماضية، ومنها رصف الشارع التجاري المتجه شمال جنوب الحي حتى الشارع التجاري الشمالي مروراً بمصلى العيد". مضيفاً أنه يتم حاليا دراسة وضع وتوزيع لوحات التسمية والترقيم بجميع مدن وقرى المحافظة ومن ضمنها مركز النابية، مشيراً إلى أن البلدية تدرس حالياً إنشاء حدائق جديدة حال توفر الاعتمادات المالية. من جهته قال رئيس المجلس البلدي بمحافظة القطيف المهندس جعفر الشايب، إن أعضاء المجلس البلدي قاموا بعدة زيارات لمركز النابية، آخرها كان قبل شهر تقريبا، للاطلاع على الأعمال التي نفذتها البلدية، كسفلتة الشوارع وتركيب أعمدة إنارة في بعض الأحياء، مشيرا إلى أن المطلب الأساس للمواطنين كان استكمال تنفيذ أرصفة الشوارع الداخلية وتطويرها من ناحية السلامة المرورية وتحسين مداخل البلدة بشكل عام. إنهاء الفوضى أما مدير مرور الدمام المقدم حمد الفوزان، فقال إن إدارته ستكثف من تواجد الدوريات الرسمية ودوريات المرور السرية، لإنهاء حالة الفوضى المرورية، والقضاء على ظاهرة التفحيط في الحي. في حين أوضح مدير شرطة المنطقة الشرقية اللواء سعد بن مصلح الثبيتي، أنه إذا كان المواطنون في حي النابية بحاجة إلي مركز للشرطة، فإنه عليهم التقدم بطلب إلى رئيس مركز الإمارة لديهم، حتى يتم الرفع بذلك بشكل رسمي، ليتم بعد ذلك دراسة الطلب وتقييم الوضع الأمني، ومن ثم يرفع بذلك للأمن العام لاعتماده.