دعا العاهل المغربي في رسالة موجهة إلى قادة البلدان المغاربية الخمسة، بمناسبة الذكرى ال24 لتأسيس اتحاد المغرب العربي، إلى إقامة نظام مغاربي جديد لتجاوز حالة الجمود التي يعاني منها الاتحاد، ويتجاوز جميع العوائق الذاتية والموضوعية، ويفسح المجال للعمل في مناخ من الحوار والثقة وحسن الجوار، والتضامن والتنمية المشتركة، مطالباً ببذل قصارى الجهود لاستكمال بناء الاتحاد المغاربي٬ في التزام تام بروح معاهدة مراكش٬ التي أرست لبناته الأولى، وعزم راسخ على تجسيد طموحاتنا المشتركة٬ عبر رؤية واقعية ومنفتحة على المستقبل. وأكد محمد السادس أن تحقيق الاندماج المغاربي يظل حلماً لطالما راود شعوب المنطقة٬ التي تجمعها أواصر الأخوة ووحدة التاريخ والحضارة والمصير المشترك، مشيراً إلى أن «هذا الاندماج أضحى اليوم ضرورة استراتيجية وأمنية مُلحة٬ وحتمية اقتصادية، يفرضها عصر التكتلات القوية٬ وحجم التحديات المطروحة إقليمياً وجهوياً، وخاصة في جوارنا الإفريقي المباشر»، مجدداً تشبث بلاده بالخيار المغاربي باعتباره رهناً استراتيجياً لا مَحيد عنه. وعبّر لقادة باقي دول الاتحاد المغاربي عن عزمه على «مواصلة العمل سوياً، من أجل المضي قدماً نحو إقامة نظام مغاربي جديد٬ قوي ومتضامن٬ وفاعل في محيطه الإفريقي والعربي والأورو-متوسطي٬ يفتح أمام دوله الخمس فضاء رحباً لتكامل المصالح وللعمل المشترك المثمر٬ في احترام تام لسيادتها ووحدة ترابها وثوابتها الوطنية العليا». وبرأي المراقبين، فإن دعوة العاهل المغربي لا تتقاطع مع دعوة الرئيس التونسي منصف المرزوقي، الذي أعلن إصراره على تحريك المياه الراكدة، وإعادة الروح إلى الاتحاد المغاربي الذي لم تفعّل توصياته منذ تأسيسه عام 1989 بموجب معاهدة وقّعت عليها دول المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا في مدينة مراكش. وكان من المقرر أن تلتئم القمة المغاربية في تونس أواخر العام الماضي، بدعوة من الرئيس منصف المرزوقي، الذي قام بجولات مكوكية على دول المنطقة، وحصل على تطمينات سرعان ما ذوّبتها تصريحات مسؤولين جزائريين من أنهم لم يعطوا موافقتهم لعقد القمة.