يصل الرئيس التونسي منصف المرزوقي إلى المغرب غدا الأربعاء، حيث من المنتظر أن يجري مباحثات مع العاهل المغربي الملك محمد السادس، في زيارة تتوج إشارات إيجابية أرسلها، نحو المغرب بشكل خاص، والمنطقة المغاربية بشكل عام ، آخرها إعلانه في قمة الاتحاد الإفريقي بإثيوبيا أنه لا يمكن للقارة السمراء، أن تستغني عن بلد هام مثل المغرب، مؤكدا أن تفعيل اتحاد المغرب العربي ضرورة ملحة، وأنه لا ينبغي أبدا أن تكون تسوية قضية الصحراء شرطا مسبقا لإعادة إحياء اتحاد المغرب العربي، مشددا على ضرورة أن يجد المغرب مكانه في هذه المنظمة، داعيا في هذا الصدد، الدول الإفريقية إلى تصحيح هذا» الخلل الجسيم «، معتبرا أن المملكة ينبغي أن تستعيد مكانتها المتميزة في هذه المنظمة التي غادرتها سنة 1984 احتجاجا على قبول عضوية جمهورية الصحراء فيها. وعلاقات المرزوقي بالمغرب ليست وليدة اليوم ،على اعتبار أنه ترعرع ودرس في مدينة طنجة – شمال المغرب- بعدما طرد الرئيس الحبيب بورقيبة والده وملاحقة السلطات التونسية له ،ليحط الرحال بالمغرب، كلاجئ سياسي منذ 1956،حيث تم استقباله من طرف الملك الراحل محمد الخامس جد الملك الحالي محمد السادس ، وعاش بطنجة ثم بمراكش، وتزوج والده مرة أخرى من مغربية ، وخلف إخوة للمرزوقي مستقرين في المغرب،علما أن قبر والده موجود في مدينة مراكش . ومن المنتظر أن تتناول مباحثات المرزوقي مع الملك محمد السادس، نقاطا عدة ، في مقدمتها سبل تطوير العلاقات الثنائية، واتحاد المغرب العربي، الذي ستحل ذكرى تأسيسه في السابع عشر من الشهر الجاري. ويسعى المرزوقي إلى أن تتجاوز بلدان المنطقة خلافاتها ، حيث عبر عن استعداد بلاده لتقريب وجهات النظر بين المغرب والجزائر الذي ظل الخلاف بينهما يعطل بناء اتحاد المغرب العربي، مؤكدا أنه شعر بهذا التقارب في الفترة الأخيرة بين البلدين ، وقال إن المطلوب اليوم هو بناء مغرب عربي جديد ‹مغرب الشعوب وإرادة الشعوب»، وأكد المرزوقي أن البناء المغاربي يمثل أولوية الأولويات بالنسبة لتونس وأن 2012 ستكون سنة المغرب العربي، حيث يتعين على بلدان المنطقة، الشروع في الحلم بشكل جدي ببرلمان مغاربي ومؤسسات مغاربية على شاكلة النموذج الأوروبي، وحرية التملك وحرية التنقل وحرية العمل وحرية الاستقرار وحرية الانتخابات المحلية.