كشف رئيس حزب الغد في مصر المهندس موسى مصطفى موسى، عن إعداد الحزب لإطلاق تحالف سياسي موسّع يضم أحزاباً وشخصيات وطنية ونقابيين وكتلاً ثورية، بغرض إنهاء الاستقطاب السياسي وإحداث توازن في المشهد، على أن يكون اسمه «تحالف الأمة المصرية». أسماء وازنة وأوضح موسى مصطفى موسى، في حوارٍ خاص ل»الشرق»، أن التحالف الجديد سيضم 150 كياناً وأسماءً بوزن المفتي السابق الدكتور علي جمعة، والبرلماني السابق مصطفى بكري، ونقيب المحامين سامح عاشور، وأكد أن هذا الائتلاف الجديد يستهدف حصد 150 مقعداً في البرلمان. وبيَّن رئيس حزب الغد أن تحالف الأمة المصرية سينتخب مجلساً رئاسياً لإدارته ولجنةً تنفيذية وأخرى إعلامية، وأنه سيشكِّل مجموعة عمل تطلب من الرئيس محمد مرسي إجراء تعديلٍ وزاري يركز على الشق الاقتصادي «لعدم وجود كفاءة اقتصادية في الحكومة الحالية تحقق لمصر أهدافها، ولأن الوقت غير مناسب لإقالة الحكومة، ولكننا في حاجة إلى تعديل عاجل في الشق الاقتصادي، وتوفير ألفي وظيفة لشباب الثورة»، بحسب قوله. مشاركة لا مغالبة وأوضح موسى مصطفى موسى أن التحالف يسعى إلى حصد 150 مقعداً في البرلمان المقبل لتحقيق التوازن في الحياة السياسية وإدارة البلاد بمبدأ المشاركة لا المغالبة، لافتاً إلى نية «الأمة المصرية» دعوة تيار الإسلام السياسي وجبهة الإنقاذ إلى التوقف عن استعمال مصطلح «فصيل»، والالتفاف حول مصالح المصريين دون إقصاءٍ لأحد. ورأى أن عدم الرضا عن أداء محمد مرسي لا ينفي كونه رئيساً شرعياً للبلاد، ولا يبيح المناداة بإسقاطه، ودعاه إلى إحداث تغيير في أسلوب إدارة الدولة، وتوفير ضمانات لنزاهة الانتخابات المقبلة بما يضمن تمثيل كل القوى، وعدم استئثار كتلة بعينها بالمقاعد حتى لا يتم استنساخ تجربة النظام السابق حينما كان حزب واحد يسيطر على غالبية البرلمان، مشيراً إلى عدم معارضته الرقابة الدولية على الانتخابات لضمان النزاهة والشفافية. وعن دور المرأة في الانتخابات المقبلة، لفت موسى إلى استعداد تحالف الأمة المصرية لوضع المرأة على رأس قوائمه الانتخابية لكونها تمثل نصف المجتمع المصري. كسر السيطرة من جانبه، رأى المحلل السياسي الدكتور عمرو السعداوي، أن بناء تحالفات جديدة تضم مختلف أطياف المجتمع سيضمن عدم سيطرة الإخوان المسلمين على مفاصل الدولة. ورأى السعداوي، في تصريحاتٍ ل»الشرق»، أن على تحالف الأمة المصرية الاستفادة من تجربة جبهة الإنقاذ، وعدم تكرار أخطائها «لأنها انتهت إلى فشل ذريع»، حسب رؤيته. ودعا السعداوي الإخوان إلى الرحيل عن السلطة إذا كانوا غير قادرين على إدارة البلاد، وقال «على الرئيس محمد مرسي أن يتنصل من جماعة الإخوان ويخاطب الشعب المصري بأكمله، وعلى حزب النور التوقف عن إصدار الفتاوى، و العمل لمصلحة مصر». تجاوب نقابي في سياقٍ متصل، لفت رئيس نقابة العاملين في السكك الحديدية إلى حاجة النقابات والحركات لتحالف جديد ل»لمّ الشمل» بعيداً عن أي مصالح شخصية أو حزبية. وقال محمد عبدالستار «نحن على استعداد للمشاركة في التحالف بشرط إيجاد آليات محددة تضمن لنا حقوقنا». بدوره، شدد نقيب الصيادين أحمد نصار، على أهمية تشكيل تحالف ضد هيمنة تيار واحد على الدولة، وتابع «نعمل على إنجاح هذا التحالف من أجل المصلحة الوطنية». أما عضو المكتب التنفيذي لاتحاد شباب الثورة تامر القاضي، فقال ل»الشرق»، إن الاتحاد لم يتخذ قراراً نهائياً بشأن الانضمام إلى تحالف الأمة المصرية، مضيفاً «نعقد اجتماعات موسّعة في جميع المحافظات لبحث التحالف ونتائجه المنتظرة، ونحن في حالة تنسيق مبدئي مع جبهة الإنقاذ، ولكن لم نتحالف مع أي حزب».