عند بداية الإعلان عن برنامج الابتعاث تناقشت مع إحدى الصديقات حول جدوى هذا البرنامج وأهدافه وكانت لكل منا وجهة نظر مختلفة، حيث كانت صديقتي من المعارضين للبرنامج تماماً وترى أن ابتعاث الشباب من الجنسين ليس تنموياً كما يروَّج له بل تغريباً واستدلت على ذلك بعدم وجود خطط لاستيعاب مخرجاته بعد رجوعهم لأرض الوطن بينما كنت استبشر بتلك البعثات على غرار بعثات السبعينيات والثمانينيات التي ساهمت وبشكل كبير في تطوير دولتنا. في الأسبوع الماضي صدر أمر ملكي بتمديد المرحلة الثالثة للابتعاث بالرغم من أن المرحلة الثانية لم تنته وهذا الخبر ذكَّرني بالحوار الذي حدث قبل سنوات بيني وبين صديقتي حول البرنامج ،واتضح لي أنني كنت على خطأ حيث صدمت كغيري بأن البرنامج يمدد وهو لم يحقق الأهداف التي رسمت له في المراحل السابقة مما دفع بكثير من خريجي البعثات لترديد»يا ليتنا من بعثتنا سالمين» على وزن» يا ليتنا من حجنا سالمين»، فالمؤسسات الحكومية ممثلة بالجامعات وغيرها لم تستوعب معظم مخرجات البرنامج ونبذت أبناء الوطن بحجج واهية وشروط تعسفية، فما الفائدة من استمرار البرنامج وإهدار كل هذه المليارات إذا كانت المؤسسات الحكومية ترفض مخرجاته ؟!!