كل الألوان التي نتمتع برؤيتها على وجه الأرض تتكون من خمسة ألوان رئيسة، وليست ثلاثة كما يزعم علماءُ الفنون، ولا سبعة كما يرى علماء الطبيعة.. وأحسب أن أحداً لم يسبق إلى هذا المبحث من قبل. ذكر الله تعالى الألوانَ الخمسة الأساسية بأسماءٍ محددةٍ خاصةٍ بها، وليس اشتقاقاً، وهي: (الأبيض، الأسود، الأصفر، الأزرق، الأحمر) قال تعالى: «وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ». وقال جل شأنه: «وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا». وقال عز من قائل: «إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء».. تلك خمسة ألوان ينتج عنها كل ما نراه من الألوان المختلفة، التي أشار إليها الله تعالى، بقوله: «وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأنعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ». وقوله تعالى: «أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا». دون أن يطلق على أيًّ منها اسماً قط؛ لأنها ليست أساسية ذات أسماء، بل ثانوية ناتجة عن مزج لونين أو أكثر من الألوان الخمسة، وبهذا ترك لنا تسميتها كيفما نشاء، فسَمّينا -مثلاً- اللون الناتج عن مزج الأبيض مع الأسود (رمادي) وهو مشتقٌ من اسم الرماد، وليس اسمَ لونٍ بذاته كالتي جاءت في القرآن العظيم، تماماً كما نسمي اللون الناتج عن مزج الأصفر مع الأحمر (برتقالي) وهو مشتق من اسم البرتقال، وقِس على ذلك بقية الأسماء التي ابتدعناها نحن، مثل: (البني) من لون البن، و(الرصاصي) من لون الرصاص، وكذا (الذهبي والفضي والليموني والفستقي والعنابي والخربزي والعودي والسكري)، وما سواها من الألوان غير المذكورة في القرآن العظيم. غداً نكمل -إن شاء الله تعالى- ما يتعلق باللون (الأخضر) غير الأساسي، الوارد في القرآن الكريم، وعن قوله تعالى: «فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ».