تزين الألوان حياتنا ، فمنها ما يجذبنا ومنها ما ينفرنا ، وتعتبر من أهم وأجمل ظواهر الطبيعة ، ومن العناصر التي تشكل الصورة الأدبية لما يشتمل عليه من دلالات فنية ودينية ونفسية واجتماعية . وتمتاز الألوان بقدرتها العجيبة على إيصال معانٍ و مفاهيم تتخطى حدود الأعراق والبيئات على اختلافها ، فلغتها سهلة ويفهمها الجميع بالفطرة دون الحاجة إلى تعلم مدلولاتها من قبل معلمين ، ولها تأثير بالغ على صحة الإنسان فهي تعالج النفس ، وتعدل الطبع والمزاج ، وتسمو بالروح ، وتغذي الأعصاب ، وتفيد راحة الإحساس ، وتتأثر النفس البشرية بها من حيث تحسين الأداء الذهني والجسدي ، كما أنها عامل مساعد في علاج بعض الأمراض [ الكآبة ، التوحد ، السرطان ... ] وأثبتت الدراسات الحديثة أن الألوان الرئيسية التي تؤثر على الإنسان هي التدرجات اللونية لقوس قزح من ألوان الطيف ، ونتائج هذه الدراسات ليست بجديدة إذ أن فوائد الألوان قد عُرفت منذ أزمنه عتيقة حيث كان من اُبتلي بداء الحصبة يلبسونه ملابس حمراء ، واللون البرتقالي يرتديه من يعاني من الكسل والاكتئاب ، والأصفر لعلاج حالات البرد والسعال والجهاز التنفسي ورفع المعنويات وبث التفاؤل في النفس ، أما النقاء والانسجام والتوازن في الجسم والعقل والعاطفة فيكمن في لون الطبيعة ولباس أهل الجنة ، حيث أن اللون الأخضر من أرقى الألوان تكاملاً ، أما الأبيض والذي يطلق عليه ملك الألوان فيدل على مظاهر الجمال الإلهي والقدرة الكاملة الربانية ، وعلى قمة الصفاء والسطوع والوضوح ، ويرمز للطهارة والنور والغبطة والفرح والنصر والسلام والنقاء وسعة المكان ، وعلى العكس تماماً اللون الأسود ... إلى غير ذلك من الألوان ، ويرى علماء الذاكرة أن الألوان الدافئة في الحدائق أفضل من الألوان الهادئة كونها تحفز من يتمعن في جمالها ذهنياً وبصريأ ، فالألوان عندما كسا بها الخالق مخلوقاته لم يكن عبثاً بل لحكمة ربانية حيث أثبتت الدراسات أن لكل لون تردداً معيناً ، وتفاعل مع الجهاز العصبي بطريقة تختلف من لون لآخر ، هذا جزء يسير من نعمة الألوان في حياتنا ، ولك أن تتخيل الحياة بلا ألوان كيف ستكون ؟ فالألوان لها دور مهم ، وتأثير ملموس على حياتنا اليومية وسلوكياتنا ، ولكل منا في حياته لون معين يفضله وينحاز إليه إلا أن هذا الحب والتفضيل يتغيران مع مراحل عمر الإنسان كما هي طبيعة البشر ، كما أنها عنصر من أهم العناصر المشكّلة لهذا النظام في الكون الذي ما إذا فكر الإنسان فيه فسيرى مباشرة حقيقة الخالق وعظمته . *همسه:الحياة كلوحة تنتظر الألوان لتغدو أكثر جمالاً. ومن أصدق من الله قيلاً { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ ... } .