أجمل ما في الحياة أنها لا تقف على أحد، وأجمل ما في الدنيا أنها ستتوقف يوماً ما، وأسوأ ما في الموت أنه يأتي بغتة من دون سابق. يا أمة محمد الموت قادم، مَن يظُن بأنه سيعيش بشكل لا منتهٍ عليه أن يراجع نفسه ويستعد للموت، الذي لا يرحم ولا يشفق على أحد، كثير أدركهم الموت وهم على خاتمة لا تبشِّر. أحد الإخوة الصالحين يحدِّثُنا بألم وحزن عن رحيل نصفه الثاني، صديقه فهد، الذي كان له خيراً ودليلاً ونوراً -بعد الله- لا ينفك الحنين عنه لفهد -رحمه الله- يزوره بين فترة وفترة في قبره بمقبرة العود بالرياض، يعظنا: عندما أرى القبور ووحشتها، والمقبرة وظلمتها، أجد أن الدنيا لا تستحق، وأنه لا فرق بين نهاية الفقير والغني إلا بالخواتيم. صدقوني يزداد إيمان مَن يزور المقبرة أكثر من السابق، رحم الله المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات. {قُلْ إِنَّ الْمَوْت الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِم الْغَيْب وَالشَّهَادَة} هذه الآية أقرأها لكل مَن أغرته الدنيا بمتاعها وزخرفها. يقول الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: (موتُ الصَّالحِ راحةٌ لنفسِه، وموتُ الطَّالِح راحةٌ للنَّاس). سألت القبور أين الثري؟ وأين الغني؟ سألت القبور أين المتعة؟ وأين اللذة؟ سألت القبور ماذا يفعلون بداخلك من أحبهم؟ سألت القبور هل يستطيع أهل الجاه والمتاع الخروج من اللحود؟ سألت القبور أين الجمال؟ وأين الضحك؟ سألت القبور أين التباهي؟ سألت القبور أين التجبر؟ وأين التكبر؟ هل سألت القبور؟