إسرائيلُ وإيرانُ تنطلقان إلى الصَّيد معاً!!.. في جنوب الجزيرة وشرق إفريقيا.. وحربُ العراق تجعل إسرائيلَ تتمدَّدُ حتى بغداد.. والشيعة يحكمون بغداد، وإيرانُ تتمدَّدُ من طهرانَ حتى اليمن.. وثوراتُ الشيعة في البحرين وغيرها هي امتدادٌ لهذا. والحوثيُّونَ الشيعة الذين يقاتلون اليمن ينطلقون من الشاطىء الإريتري بدعمٍ إيرانيٍّ، وإيرانُ تنظرُ مِن هُناكَ إلى الخَليج. وإسرائيلُ تدعمُ الحِرَاكَ الجنوبيَّ في اليمن.. وتنظر من هناك إلى السعودية، وإلى شرق إفريقيا وإلى السودان ومصر. والمعسكرُ الإيرانيُّ عندَ باب المندب هو حوضٌ ضخمٌ لصناعة السفن، وأصابعُ تجعلُ البوابةَ البحريَّة المهمَّةَ تحتَها، وإسرائيل التي تطلُّ من جبل هناك، وتنظر في الليل إلى مصابيح عربات مدينة الحُديدة تنسجُ شبكةً، وأفورقي يبدو وكأنَّه يجمعُ بين إسرائيل وإيران في لقاء غريب في السوق السياسي. والمزرعةُ قديمةٌ، فالرجل «أفورقي» عام 2000 كان يزور طهران، ثم أخرى عام 2008، وعام 2006 يهبط الخبراء الإيرانيُّونَ هناك تحت غطاء صيانة المصفاة هناك، ومدينةُ عصب تشهدُ الوجوه الإيرانية بعدَها بقليل كان تدريبُ الحوثيِّين يبدأ، وعام 2006 تشهد الجبال دويَّ الرشاشات علي الحدود مع السعودية واليمن، وفي منطقة حرف سفيان. وعلى الجَانبَيْن مناطقُ مثل (طبعو وميدي ومنحدرات قندع) تصبح مغطَّاةً بالعمامة السوداء، والعمل الذي بدأ هادئاً عام 2000 يتدافع بقوة، تدفعُه أصابع الثورة السورية التي تجعل سوريا تنزلق من الأصابع الإيرانية ومخيف تماماً أنَّ العامَ هذا «2013» قد يشهدُ انفصالاً يمنيًّا تقودُه الطبيعة اليمنية في الجنوب.. فاليمنيُّ مقاتلٌ لا يرحم. و(البيض) وأسماء شيوعيين من نهاية القرن الماضي تُطلُّ هذه الأيام. ويناير 1985 كانت صبيحة اليوم الأول من الانتخابات هناك، تشهد أحداثاً من أحد الجانبين للحزب الشيوعي يقتحم غرف نوم القادة من الجانب الآخر ويذبحهم علي فراشهم.. ثم يعلن بداية الانتخابات، لكنَّ طبيعة اليمن العنيفة تردُّ بحرب مؤلمة، وانفصالُ الجنوب يذهبُ بعيداً، ودماءٌ كثيرة تُسكَب لإيقافه.. شيء مثل ذلك يطلُّ الآن، والعياذ بالله. والدول التي لا تمدُّ يدَها الآن لإيقاف الحريق في أوله سوف تمدُّ الأيدي والأرجل عن قريب، ودون فائدة.. ونقصُّ حكايةَ القوس الإريتري.