قال قائد الجيش المؤيد للثورة الشعبية، اللواء الركن علي محسن الأحمر في بيان له إن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يحاول الانقلاب على المبادرة الخليجية، من خلال رفضه السفر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، والبقاء داخل البلاد لتنفيذ مخطط الانقلاب بمعاونة أقاربه، وجر البلاد إلى مربع الفوضى والمواجهة العسكرية بسبب رفض عناصر الحرس الجمهوري إخلاء مواقعهم قرب مطار صنعاء. وقال اللواء الأحمر إن الرئيس اليمني قام خلال الأيام الماضية بعمليات تجنيد غير قانونية في الحرس الجمهوري والأمن المركزي، اللذين يقودهما نجله ونجل شقيقه، إضافة إلى توزيعه كميات كبيرة من السلاح على مدنيين أطلق عليهم الأحمر لفظ “بلاطجة”. ودعا الأحمر دول مجلس التعاون الخليجي، وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية، ورعاة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، والمجتمع الدولي إلى كبح جماح تصرفات صالح غير المسؤولة، التي إذا تمت كما يخطط لها، فستقود اليمن إلى حرب أهلية طاحنة قد تطال بسعيرها المنطقة، وتؤثر حتماً على السلام والاستقرار الإقليمي، ولن يسلم من تبعاتها المجتمع الدولي. على نفس الصعيد ينظم شباب ساحة الحرية والتغيير بمحافظة الحديدة اليوم، مسيرة “الكرامة” إلى العاصمة صنعاء سيرا على الأقدام، للمطالبة بإسقاط النظام وحكومة الوفاق الوطني، سيقطع فيها شباب الساحة أكثر من 250 كيلومترا من غرب اليمن إلى شمالها لمدة ستة أيام للوصول إلى ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء. وقال المنسق العام لحركة شباب التغيير والديمقراطية بساحة الحديدة “علي سالم الشارحي” إن المسيرة تهدف إلى إيصال صوت الشباب الرافض لبقاء فلول النظام في إدارة مفاصل الحكم في مؤسسات الأمن والجيش وصناعة القرار السياسي. وأضاف الشارحي ل”الشرق ” أن المسيرة ينظمها الشباب المستقل وليس لقادة أحزاب المشترك أي علاقة بها بل إن عناصر أحزاب المشترك في الساحة اعتبروا منظمي المسيرة من المندسين الذين يعملون مع نظام صالح. ودعا الشارحي المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام إلى مراقبة المسيرة وتأكيد سلميتها، بعد أن أشاعت بقايا النظام أن المسيرة مسلحة وتهدف إلى التخريب، محذرا في ذات الوقت “بلاطجة” النظام من أي مغامرة تستهدف شباب المسيرة في رحلتهم الثورية من تهامة إلى عاصمة اليمن التاريخية. وأطلق على المسيرة اسم “الكرامة ” في إشارة إلى جمعة الكرامة التي سقط فيها بساحة التغيير بصنعاء أكثر من خمسين شهيدا في عملية إجرامية بشعة أدت إلى توسع رقعة الاحتجاجات ضد نظام الرئيس صالح وصولا إلى إسقاطه بالمبادرة الخليجية. وكانت مسيرة الحياة التي نظمها شباب ساحة الحرية بمحافظة تعز ووصلت إلى صنعاء الأسبوع الماضي، قد أثارت تباينات شديدة في أوساط القوى السياسية وحتى الدبلوماسية حين انبرى سفير واشنطن بصنعاء لانتقاد المسيرة ووصفها بالتخريبية لرفضها المبادرة الخليجية. واكتفى قيادي في أحزاب المشترك بالعاصمة صنعاء، رفض ذكر اسمه، بالقول: إن “حزب المشترك” غير قادر على إسكات الشارع بالكامل وإرغامه على القبول بالمبادرة الخليجية كما يريد المؤتمر الشعبي العام. من جهته، اتهم القيادي في فرع المؤتمر الشعبي العام بمحافظة الحديدة، مختار القدسي، أحزاب المشترك بتنظيم المسيرة وهي خرق للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي وقعت أحزاب المشترك عليها، وحصلت بموجبها على نصف مناصب الحكومة ورئاستها. وقال القدسي ل”الشرق”: إن “حزب المشترك” يريد أن يبقى في المعارضة والسلطة في آن واحد، وهي ازدواجية ممقوتة ومرفوضة في العمل السياسي حيث من غير اللائق أن يدعم المشترك تسيير مظاهرة من الحديدة إلى صنعاء ويدعي عدم صلته بها مع أن جميع الشباب في ساحة اعتصام الحديدة معروف أنهم يتبعون أحزاب المشترك وتحديدا حزب الإصلاح أكبر أحزاب المعارضة سابقا. واتهم القدسي اللواء علي محسن الأحمر وبعض رموز المعارضة الكبار في حزب الإصلاح بأنهم من يقف وراء مخطط تصعيد الوضع في البلاد. وأكد القدسي أن المسيرة تستهدف نشر الفوضى والتخريب كونها لم تسِرْ وفق الأطر القانونية المتفق عليها، ودعا حكومة الوفاق الوطني إلى تنفيذ المبادرة الخليجية بالكامل، من خلال منع الاعتصامات والمظاهرات كما نصت على ذلك الآلية التنفيذية التي أشارت إلى إنهاء هذه الفعاليات عن طريق الحوار مع الشباب وإنهاء تواجدهم في الشارع. واتهم القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام حكومة الوفاق بدعم هذه الأعمال لأنها لم تقم بواجبها في منعها وتفتح الحدود بين المحافظات لتسيير تظاهرات من هذا النوع هدفها إنهاء عملية التوافق السياسي، خدمة لأطراف داخلية وخارجية تدعم رموزا في المعارضة تعمل على إفشال المبادرة الخليجية.