مجرد فيروس لا يمكن رؤيته بالعين المجردة.. “عمل عمايل” بجسدي النحيل الذي يبلغ من الوزن “38′′ كيلو فقط! ما يؤهلني لأن أكون “أخفَّ” كتَّاب الصحافة السعودية وزناً.. وقد يضيف أحد القراء أو الشامتين لقب “أخفّهم عقلاً”! فآخذ الموضوع بروح رياضية عالية تستشرف العافية! أعود لموضوعي وهو المرض – لا أراكم الله شراً ولا مكروهاً – فبينما أكتب لكم تولول الحمَّى في جسدي ودمي دون نهاية، مترافقة مع إرهاق حاد وحالة “برد” شديدة لم يخففها تدثري ببطانيتين غليظتين؛ وصداع يكاد من شدته أن يفلق رأسي؛ ولولا لطف الله ثم الأدوية التي جعلها الله من أسباب تخفيف المرض؛ لما استطعت كتابة حرف واحد، مع العلم أنني وبعد كل فترة أقوم بالنظر إلى “جوالي” للتأكد من أن الأستاذ/ خالد الأنشاصي، رئيس قسم الرأي بهذه الصحيفة لم يتصل ليبدي تذمره من تأخري بإرسال مقالي للصحيفة، مهدداً إياي بجارنا الذي يكتب في الطابق العلوي من هذه الصفحة سعادة رئيس التحرير! المرض دليل على الضعف الإنساني؛ وحتى لو كان هناك اختلاف بين ثقافات وشعوب العالم في تعريفه وأسبابه وطرق معالجته، فإن الفروقات تبدو ضئيلة ليبقى المرض بحقيقته القائمة – التي لا تلتفت إلى أي اختلاف – هو المرض بكل عذاباته وأنينه وآلامه التي تمتد لجميع البدن، وتنعكس حتى على النفس التي تضعف هي الأخرى وتبدو أكثر حساسية وحاجة للاحتواء، ولكنها تتعلق بالرجاء بالله تعالى الشافي من كل داء!