لاجديد في العنوان أعلاه سيحيلك حتما لمن يكون الثري ومن يستحق لقب طرار؟! وليس ثمة دهشة تعتري المتلقي للإحالتين فهما ليستا بدعا أو استثناء، لايحمل أي إختلاف عما تواترت به كل كتب التاريخ وكل دورات الزمن وتراث الأمم والحضارات! لم يذكر التاريخ يوما أن المثقفين والمفكرين يبلغون حدا من الثراء والمال فكيف يلتقي الفكر بماتتطلبه التجارة وجمع المال من فنون وجنون في التسويق الذي يصل في أحيان كثيرة إلى خداع الناس واستغلالهم. لايجتمع الهم الفكري مع الهم المادي، لذا يوردلنا التاريخ حكايات تندر زوجات المفكرين وتذمرهن من فقر أزواجهن وضيقهن بكتبهم وخلو بيوتهم من المال. بينما تنوء كتب التاريخ بالآفاقين الذين يتجمهر حولهم الناس يستمعون لوعيدهم وتهديدهم ويروون لهم القصص الكاذبة عن بطولاتهم الوهمية التي تكاد تنافس حكايات أبي زيد الهلالي ويتحلق المريدون حولهم ويبيعونهم الوهم ويثرون ويتملكون ويمدون ألسنتهم ضاحكين على أهل الفكر فما نفعتهم عقولهم الكبيرة فالناس لاتريد الذي يحيي قلوبها بل هي تركض عادة خلف من يقول إنني سأنوب عنكم في كل شئ وأي شئ سأدعولكم بالخير بالنيابة عنكم وسأقرأ في الكتب القديمة وأنتم أريحوا أعينكم يكفي أن تتعبوها بإرسال أس أم أس لبرنامجي حتى أثري أنا وأنتم تفقرون. يكفي أن أتزوج أربعا وأحكي لكم عن متعة الزواج بأربع ويكفي أن أزور كل بقاع العالم مع أولادي أما أنتم فلا فاستمعوا لي وأنتم في أقصى شققكم الصغيرة وأمنعوا أولادكم من السفر حتى (لايدشروا) أما أنا وأولادي فحصانتنا هبة من الرحمن. أكتفوا بمشاهدتي وأنا أختلط مع المذيعات والمشاهدات والسائلات بغنج وأنتم ويلكم إن فكرتوا مجرد فكرة أن تدخلوا مستشفى أو سوق ولاتنكروا على الطبيبات أو البائعات اختلاطهن، أنتم في قلبكم مرض أما أنا فقد أحسن الله تأديبي! لاخوف علي من الافتتان بالنساء فأنا محصن أما أنتم (فهوواوية تلقون عقلكم وغتركم أمام كل سواد عباءة عابر)! في مقامات الحريري مقامة لكأنما كتبها وصاغها رجل من هذا الزمان يحشر الناس أمامه نهارا ينهاهم عن متاع الدنيا ويأمرهم بالزهد فذاع صيته وصار من أكثر من يحتشد حوله الخلق حتى كشف الله أمره حيث يبيع الناس الكلام الذي يريدون سماعه. تلك هي أبرز ملامح المسرحية الهزلية التي تنتمي لفن الكوميديا السوداء أنا متنازلة عن عنوانها وبناء هرمها الأساس تنازلا رسميا لمن أراد كتابة فصول المسرحية بالتفصيل وعليه ألاينسى أن يشرك بها شخصية ثالثة لاتكتمل المسرحية إلا بها هي مثل الموسيقى التصويرية التي تلعب دور البطولة أحيانا تلك الشخصية هي الرجل الستيني الذي أحرق كتبه ولعن الثقافة ولم يستطع أن يلبس عباءة أعمامه الجدد فا أمتفى بدور كومبارس لنائحة تظهر مع كل نهاية فصل تبكي وتولول وتسلي المشاهدين ثم تمضي لا أحد يذكر من نياحها شيئا. مشاهدة ممتعة أتمناها لكم.