من رأى ليس كمن سمع. ولكن في حالة محمد عقيل هادي يلزم السمع حتى تتحقق الرؤية بأعين النجدة، توقفت الحياة بالنسبة لابن 16 عاما. جال الهرمون في جسده حتى حوله إلى كتلة من 260 كيلو جراما. تقسو الحياة على البسطاء وتعطيهم من جفائها. غاصت عينا محمد في رأسه بفعل الشحوم وانتفخت أقدامه حتى بات لا يقوى على الحركة، سكنه الوزن الزائد مذ كان في السابعة من عمره فارتبك لسانه وأضحى النطق عليه عصيا. لا تعليم لمحمد ولا مستشفيات جازان خلصت الفتى من عذاباته، يسكن المراهق مع والده العاجز عن تخليصه فالرجل يعول زوجتين وأبناء وراتبه التقاعدي يقف عند حدود 2600 ريال. بطيئة الأيام بالنسبة لابن عقيل هادي منتظرا ومضة تضيء له المقبل منها. يقول الأطباء المتابعون لحالة الفتى الجازاني: الأمل في الله ثم في المستشفيات الكبرى، ليست هنا بالطبع وإنما في الرياض، أو جدة، أو الدمام. كم هي بعيدة المسافات على شاب يتقاضى والده راتبا تقاعديا بسيطا. كم هي قريبة الآمال بالنسبة لفاعل خير. من يمنح محمد عقيل هادي ومضة العمر، يحلم ابن ال 16 عاما بأقدام رشيقة، بأعين تنظر بلا خوف، بلسان ينطق بالفرح، يحلم محمد بمن يخلصه من زحف الشحوم على جسده المقبل على الحياة، لو لم يكن محمد عقيل هادي محبا للحياه لما حلم بجسد رشيق وينعم بالصحة..