يقال أن نجاراً عجوزاً يعمل في صناعة المراكب سقط منشاره في النهر فطفق يبكي، فسألته (جنية شقراء): (بتبكي ليه يا عمو)؟! قال: (سقط منشاري، بعدين إنتي مين)؟! لم ترد عليه الجنيّة، غطست في النهر وخرجت بمنشار ذهبي: (دا منشارك يا عمو؟). قال: لأ! غطست ثانية وخرجت بمنشار فضي رفضه النجّار. غطست مرّة ثالثة وخرجت بمنشار برونزي: (أكيد دا منشارك؟). قال: لأ. لم تيأس الجنيّة وقطرات الماء تنزلق على تضاريس جسدها الوعر. غطست وخرجت بمنشار حديدي: (دا ياعمو، مُش)؟! ضحك النجّار بأسنان صدئة مثل منشاره، فأهدته الجنيّة صيدها من منشار ذهبي وفضي وبرونزي ل(أمانته الشديدة)! بعد أيّام، وإذا بالنجّار في نزهة مع زوجته بالشاطئ، تنزلق قدمها وتسقط، فجلس يبكي فحضرت ذات الجنيّة الشقراء: (بتبكي ليه يا عمو، منشارك وقع تاني)؟! قال: (أبداً، زوجتي هي اللي وقعت)! غطست الجنيّة وخرجت بهيفاء وهبي (شخصياً): ( دي زوجتك يا عمو)؟! قال النجار بعد أن تأبط ساعد هيفاء بسرعة، دون أن يهتز له طرف أو وثيقة زواج: (أيوا كدا، عفارم عليك)! قطبت الجنية الشقراء عينيها وقالت: (كذاب يا عمو، ليه بتغشني)؟! رد النجار في مسكنة ودهاء: (كذب إيه، أنا خفت أقول لأ، تقومي تغطسي وتطلعي ب(أليسا)، ولو قلت لأ، تغطسي وتطلعي بنانسي، ولو قلت لأ، تغطسي وتديني المدام، بعدها تهديني هيفاء وأليسا ونانسي، وأنا رجل عجوز لا أستطيع قيادة (الدواهي دي كلها)، أليس من الحكمة أن أكتفي بهيفاء وأمشي إلى حال سبيلي؟!