نزل آلاف المصريين إلى الشوارع أمس للتظاهر ضد الرئيس محمد مرسي الذي يقولون إنه يساعد جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها على الاستئثار بالسلطة وإنه لم يحقق أهداف الثورة التي أطاحت بسلفه حسني مبارك قبل عامين. ودعا نشطاء ينتمون لجبهة الإنقاذ الوطني التي تقود المعارضة إلى التظاهر أمس بعد نحو أسبوع من مقتل عدد من النشطاء خلال اشتباكات مع الشرطة وتعرية محتج وسحله قرب قصر الرئاسة في شرق القاهرة. وهتف مئات المتظاهرين في ميدان التحرير بؤرة الانتفاضة التي أسقطت مبارك بعد 18 يوما من اندلاعها «الشعب يريد إسقاط النظام» و»يسقط يسقط حكم المرشد» في إشارة إلى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع. وأشاد خطيب الجمعة في التحرير محمد عبدالله الذي ينتمي لجماعة تسمي نفسها «أزهريون من أجل الدولة المدنية» بنساء تظاهرن خلال الأيام الماضية احتجاجا على تعرية وسحل حمادة صابر قرب القصر الرئاسي الذي يسمى الاتحادية. وقال عبدالله «الثورة المصرية مستمرة وسوف نسقط النظام وبعد إسقاطه سوف نطبق شرع الله، وشرع الله يقول أن نسلم مرسي لحمادة صابر ليقتص منه». ونظمت المظاهرات في القاهرة ومدن أخرى بعد يوم من نشر قوات حراسة أمام منزل المنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطني محمد البرادعي ومنزل العضو القيادي في الجبهة حمدين صباحي اللذين قال داعية سلفي في برنامج تليفزيوني إن الشريعة الإسلامية تقضي بقتلهما لأنهما بحسب قوله يدعوان لمظاهرات يتحول بعضها إلى العنف. ونظم عدد من المسيرات في القاهرة توجهت إحداها على الأقل إلى الاتحادية. وقالت مواقع إخبارية على الإنترنت إن مصلين غاضبين حاولوا الوصول إلى مرسي بعد صلاة الجمعة لتوجيه انتقادات له لكن مؤيدين له وأفراد حراسته منعوهم مما تسبب في مشادات بين المؤيدين والمعارضين. وقال موقع بوابة الوفد الإلكترونية إن مصليا قال لمرسي «إحنا مش منتخبينك علشان تتفرج علينا واحنا بنصلي» مشيرا إلى ما يقوله مصريون إنه فشل في تحقيق أهداف الثورة التي عبر عنها شعار الانتفاضة التي أسقطت مبارك «عيش (خبز).. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية». وفي أكثر من مرة عبر مصلون في مسجد حسن الشربتلي في ضاحية القاهرةالجديدة القريب من منزل مرسي عن استيائهم لقيام قوات حراسة مرسي بتفتيشهم قبل أن يدخلوا المسجد. وقال مشارك في مظاهرة في مدينة طنطا في دلتا النيل لقناة الجزيرة مباشر مصر التليفزيونية «إحنا بصراحة مش عايزين مرسي». ودعا متظاهر آخر إلى احتجاجات عنيفة لإسقاطه قائلا «لا تقل لي إن هناك ثورة سلمية. الثورة وقودها الدم والنار». ونفى أن يكون ما قاله دعوة للعنف وقال «هذه دعوة للثورة ومجابهة العنف بالعنف». وخلال الأسبوعين الماضيين قتل 59 مصريا خلال مواجهات بين الشرطة ومحتجين معظمهم في مدينة بورسعيد بعد قرار محكمة يمهد لإعدام 21 أغلبهم من سكان المدينة أدينوا في قضية قتل أكثر من سبعين مشجعا للفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي القاهري خلال مباراة في المدينة قبل عام. وقال سكان إن الحكم سياسي بعد أن هدد مشجعو الأهلى بنشر الفوضى في البلاد إذا لم تصدر أحكام مشددة ضد المتهمين وعددهم 73 بينهم 12 من رجال الشرطة والموظفين. ويشارك آلاف من سكان بورسعيد في مسيرة مناوئة لمرسي في المدينة. ويشارك آلاف من سكان مدينة الإسكندرية التي تقع أيضا على البحر المتوسط في مسيرة انطلقت من أمام مسجد القائد إبراهيم الذي كان بؤرة الثورة على مبارك في المدينة. وهتف المشاركون في المسيرة «يا نجيب حقهم يا نموت زيهم» في إشارة إلى أكثر من ألف متظاهر قتلوا في الانتفاضة وخلال احتجاجات تالية. ويقول ناشطون وسياسيون وحقوقيون إن حكومة مرسي تستخدم نفس الأساليب العنيفة التي استخدمتها شرطة مبارك وكانت من أسباب الانتفاضة. وتقول الحكومة إن تعذيب محتجين يمثل حالات فردية وليس سياسة متبعة. ويرفع بعض المتظاهرين مطالب أقل من إسقاط مرسي تتبناها جبهة الإنقاذ منها تشكيل حكومة وحدة وطنية وتعديل الدستور الذي أقر في استفتاء في ديسمبر بعد أن صاغته جمعية تأسيسية هيمن عليها الإسلاميون. وسمّى نشطاء مظاهرات أمس «جمعة الكرامة» أو «جمعة حق الدم» أو «جمعة الرحيل» في إشارة إلى المطالبة بإسقاط مرسي.