«وكانت إحدى الجامعات الألمانية قد كلّفت أحد طلبة الدكتوراة بالبحث عن: متى اختلف الفأر الليبي عن الفأر المصري في اللَّون والحجم. يعني إيه ؟!» هذا الكلام كان نصًّا ضِمن خاتمة مقال «للعلماء رأي آخر» للكاتب المعروف أنيس منصور -رحمه الله- نُشر في كتابه (شمعة في كل طريق) عام 2010، وهو عبارة عن مجموعة مقالات. هل تجدون هذا البحث (الفارغ) مُقنِعاً؟ ومع هذا، لدينا أبحاث علميَّة نظريَّة قيِّمة، وأخرى أغلبها مثل «قياس أثر استخدام الحاسب الآلي في تدريس المواد الاجتماعية لطلاب المرحلة المتوسطة في حريملاء»، والسنة القادمة نفس العنوان باختلاف «طالبات الأول ثانوي»! والتي تليها نفس المرحلة ونفس الصف باختلاف المنطقة! «ألا يمكن تعميم نتائج البحث على المناطق؟» نعود لأنيس منصور إذ يُكمِل: «يعني إيه؟ إنّه بحث علمي. فالمهمُّ أن يُضيفَ الإنسانُ شيئاً. لا يهمُّ إن كان نافعاً اليوم أو بعد ألف سنة»! أسمِعتُم ما يقول: أن يُضِيف شيئاً… ليس أيَّ شيء، وإنَّما يكون «نافعاً» ولو بعدَ حين!