قبل ما ينيف على العشرين عاما كتب الدكتور منصور الحازمي بسخرية مرة مقترحا أن يتم تعيين عضو هيئة التدريس في الجامعات بدرجة أستاذ فور حصوله على الدكتوراة وبعد ثلاث سنوات يتم تنزيله درجة ليصبح أستاذا مشاركا وبعدها بثلاث سنوات أخرى يتم تنزيله مرة ثانية لدرجة أستاذ مساعد وبعدها تتم مطالبته بتحضير رسالة دكتوراة جديدة، وأمعن الدكتور منصور الحازمي في سخريته الموغلة في المرارة وهو يؤكد أن الأستاذ الجامعي يكون عند حصوله على الدكتوراة أكثر قربا من روح البحث العلمي وأكثر ثراء علميا غير أن هذه الروح العلمية لا تلبث أن تتلاشى وذلك الثراء المعرفي لا يلبث أن يتناقص مع مرور الزمن ولذلك يصبح الأستاذ الجامعي محتاجا لتحضير رسالة أخرى تعيده للروح العلمية وتعيد الثراء المعرفي إليه. وما حمل الدكتور منصور الحازمي وهو أحد مؤسسي الفكر الجامعي في المملكة على ذلك الاقتراح الساخر هو ما كان يلمسه من ضعف في كثير من أساتذة الجامعات وتراخ عن مواصلة البحث والقراءة وعجز عن المثابرة على الدرس والتحصيل على نحو لا تكون نتيجته عجزهم عن مواكبة العلم الذي تخصصوا فيه وما يطرأ فيه من منجزات بل نسيانهم لما سبق أن تعلموه كذلك. ما حمل الدكتور منصور الحازمي على كتابة ذلك المقال وما يحملنا على التذكير به هو أن جامعاتنا لاتزال تعاني، وربما ازدادت معاناة، من أساتذة كان آخر عهدهم بالقراءة حين كانوا يجمعون مراجع رسالة الدكتوراة وآخر عهدهم بالكتابة حين كتبوا تلك الرسالة، وما من شيء يشهد بذلك مثل أن نرى كثيرا منهم يصل مرحلة التقاعد وهو لايزال أستاذا مساعدا وهذا يعني أنه مذ حصل على الدكتوراة لم يقرأ شيئا يحرض روح الباحث أو يكتب بحثا يؤهله للترقية. كثير من أساتذة الجامعات يمكن لك أن تسأله عن وضع سوق العقار ويمكن له أن يحدثك عن آخر أخبار دوري زين غير أن عليك ألا تتوقع منه حديثا نافعا ومفيدا حين يكون الحديث متصلا بالتخصص الذي يقال إنه أنجز فيه رسالة للدكتوراة. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة [email protected]