زار مدير عام دائرة الحماية الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعيه في الرياض، الدكتور محمد الحربي، أمس الطفل المعنَّف (راكان) في مستشفى الملك فهد العام، ووجَّه بسرعة إنهاء إجراءات إدخاله إلى دار الحماية الاجتماعية التابع للشؤون الاجتماعية في جدة، وذلك بعد الانتهاء من علاجه وتماثله للشفاء. وفيما أقرَّ الطبيب المسؤول عن الحالة الصحية للمعنَّف (راكان) حاجتَه إلى جراحة تجميلية، أقسم والده خلال لقائه ببعض أعضاء لجنة الحماية الاجتماعية أنه كان يريد رشقَه بماء بارد، لكنَّه أدرك متأخِّراً أنه رشقه بماء ساخن، سبَّبَ له الحروق. كما علمت «الشرق» من مصادر أمنية أنَّ البلاغ عن تعرُّض (راكان) للتعنيف، لم يتلقَّه مركز شرطة الجنوبية في جدة، من جد راكان، بل من أحد أبناء عمومة أبيه. وأنَّ المشتكي ادعى على والد (راكان) في المحضر المسجَّل الذي اطلعت عليه «الشرق» بقيام الأب (متعب) بتعنيف الطفل (راكان) وسكب الماء المغلي عليه، وتقطيع أطراف يديه وأرجله بآلة تقطيع (زرادية)، وحبسه في دورة المياه. سامي باداوود من جهة أخرى، قام أمس مدير عام الشؤون الصحية في جدة الدكتور سامي باداود بزيارة مفاجئة للطفل المعنَّف (راكان) والوقوف على حالته الصحية، قُبيلَ اجتماعٍ مع مديري مستشفى الملك فهد العام. وأوضحت مشرفة القسم النسائي في وحدة الحماية الاجتماعيَّة نريمان فاضل ل «الشرق» أنَّ الطفل المعنَّف (راكان) لايزال موجوداً في المستشفى، وقد أوصى الطبيب المسؤول عن حالته بإجراء عملية جراحية تجميلية له، بعد أن تتماثل جروحه للشفاء. وأضافت أن لجنة من الحماية الاجتماعية زارت والديه في منزلهم، وكانا طبيعيَّيْن في تصرفاتهما وأحاديثهما معنا، وأقسما أنهما لم يقوما بتعذيب (راكان)، وأصرَّ الأب على أنه قام بتعذيبه مرة واحدة فقط لقيامه بتصرف خاطئ، وبرَّرَ الأبُ انسكاب الماء الحار على راكان بأنه كان يريد وضعه تحت الماء البارد، وتفاجأ بأنَّ الماء حار. وقالت «فاضل»: إنَّ قضية (راكان) تعتبر من القضايا الغريبة التي تنظرها لجنة الحماية، وذلك لاشتراك الأبوين في العنف ضد الطفل، والصمت من كليهما عمَّا تعرَّض له من سوء معاملة، وأنَّ هناك أموراً غامضة إلى الآن لم نتوصَّلْ إلى كشف حقيقتِها.