رفض الطفل المعنَّف «راكان» العودة إلى بيت والديه، أو الإقامة في كنف زوجة جده عبدالله مبروك، فيما روى الطفل المعنَّف ذو التسع سنوات، الذي شغلت قضيتُه الرأيَ العام، تفاصيلَ عيشه عند والديه قُبيل انتقاله إلى مستشفى الملك فهد العام، بعدما قام جدُّه من طرف أبيه عبدالله مبروك، بإبلاغ لجنة الحماية الاجتماعية التي تلقَّت البلاغ، وتحرَّكت باستدعاء الوالد واستجوابه وإحالة القضية إلى الشرطة، وإحضار الطفل المعنَّف إلى وحدة الحماية الاجتماعية. وقال الطفل راكان «اصطحبَني والداي يومَ الأحد الماضي عند الساعة التاسعة صباحاً من منزلنا في حي مدائن الفهد إلى وحدة الحماية الاجتماعيَّة، وكانا صامتين طيلةَ الطريق ولم يتكلَّمَا بشيء، حتَّى والدتي لم تتكلم معي عند تَركِي ولم تنبهْني بعدمِ الحديث، وعندَ وصولِنا أنزلاني من السيارة وذهبا، وكنت خائفاً وقتَها ولم أتكلم بشيء، وركبنا سيارةً أخرى مع خالة «شيماء»، أي الباحثة القانونيَّة في لجنة الحماية الاجتماعيَّة في وزارة الشؤون الاجتماعيَّة شيماء الشنبري، وذهبنا إلى مستشفى الملك فهد العام، وتمَّ تنويمي في غرفة ومعي «خالة شيماء». واستذكر «راكانُ» تفاصيلَ حياته قُبَيل إيداعِه في المستشفى، وقال: إنَّ والدَه (متعب) كان يتعمَّدُ إحراقَه، مضيفاً «كان يحرقُني بابا بالماء الحار، ويضربُني دوماً، ويحبسُني في داخل دورة المياه، ويدعُني أنام بها أياماً كثيرة، وكل يوم أتغَّدى على الخبز والماء فقط (عيش وموية)، وفي داخل الحمام، وكان يقول وهو يضربني إنه لا يريدُني وسيرميني في أيِّ مكان». مضيفاً: لديَّ ثلاثة إخوة، ولدان وأخت واحدة، وأنا لا أدرس، ووالدي لم يقمْ بتسجيلي في المدرسة. ويفسِّرُ «راكان» سبب ضرب والده له وتعذيبه بالقول: «أنا لا أقوم بتصرفات خاطئة، أو «أتشاقى»، لكني أضربُ إخوتي عند ضربِهم لي، وهم مَن يبدأون بسبِّي وضربي، وحينَها يأتي والدي ويضربُني وحدي، ويصبُّ الماءَ المغليَّ على جسدي، ويحبسنُي في دورة المياه وحدي في كلِّ مرة، كما أنَّ والدتي تضربُني، ولكنْ ليس بقوةٍ مثل والدي، وأنا لا أرغب بمجيئِهم لي، ولا أريدُ العودةَ للمنزل حتى لا يتمَّ ضربي وتعذيبي من جديد، وأريدُ البقاءَ لدى «خالة شيماء» أو في المستشفى». وأوضحت مشرفة القسم النسائي في وحدة الحماية الاجتماعيَّة نريمان فاضل أنَّ «نفسيَّة راكان، بدت أمس جيدة جداً، بخلاف الخوف والرعب الذي كان مسيطراً عليه عند مجيئِه في اليوم الأول، حيث كان يشعرُ بالخوف من إرجاعِه إلى والدِه، مؤكِّدةً أنَّ حالتَه الآن تتَّسمُ بالارتياح والاطمئنان، وهو يتجاوبُ مع جميع مَن يزوره، والباحثات الاجتماعيات يقمْنَ بالتناوب على مرافقتِه في المستشفى من الساعة السادسة صباحاً وحتى التاسعة مساءً لمتابعة علاجه، والتخفيف عن حالته النفسية، والصدمة التي ألمَّتْ به». من جهته، قال مدير وحدة الحماية الاجتماعية في جدة، صالح الغامدي، إنَّ زوجة الجد عبدالله مبروك، الذي قام بإبلاغ لجنة الحماية الاجتماعية، عن العنف الذي يتعرَّضُ له حفيدُه، حضرت لزيارة راكان؛ إلا أنَّه رفض تقبلَها ووجودَها، وأنَّ الأطباء والاختصاصيِّين أخرجوها من داخل الغرفة التي يوجد بها.