كشفت الأمطار التي هطلت مؤخراً على بعض مناطق المملكة عن وجود قصورٍ كبير في تخطيط وتنفيذ مشاريع تصريف ودرء مخاطر الأمطار والسيول؛ مما حوّل المطر إلى مصدر خوفٍ ورعبٍ لدى المواطنين؛ وهم يشاهدون مدناً كبرى تغرق، وتنهار بنيتها التحتية الهشة أمام المطر (الكاشف الحقيقي) للإهمال والفساد..! وحيث إنّ ما حصل يُشكل إنذاراً لجميع المناطق بدون استثناء؛ فإني أتوجه بندائي إلى الجهات المسؤولة في(محافظة العقيق)التابعة لمنطقة الباحة؛ لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة والاحتياطات الضرورية، لحماية المحافظة من مخاطر الأمطار والسيول، وخصوصاً أن سكان المحافظة يساورهم القلق من بعض المشاريع التي نُفذت أو ما زالت قيد التنفيذ لكونها لا تتوازى مع حجم وكمية الأمطار المتوقع هطولها -بمشيئة الله- على المحافظة حتى وإن تأخرت أو قلّت كمياتها في السنوات الأخيرة، وعلى سبيل المثال: فإنّ بعض (العبّارات) الصغيرة والضيقة أُنشئت على مجاري أوديةٍ عرفت بعظم سيولها، وبعض الأحياء القديمة تُركت لتتسع وتتمدد بلا تخطيطٍ دقيق يراعي وضع مساراتٍ مفتوحة وواضحة لجريان مياه الأمطار والسيول، وكذلك فإنّ مركز المدينة وضواحيها يكشف بعد كل مطرٍ عن غياب مشاريع (تصريف مياه الأمطار)؛ مما يحّول المدينة إلى (مسبحٍ كبير) للمارة والسيارات، ثم إنّ (وادي العقيق) أكبر أودية المحافظة ضاق مجراه بتنفيذ طريق الباحة – الرياض الجديد؛ مما يشكل خطراً داهماً في حالة المطر الغزير وتجمّع سيول جميع الأودية التي تصب فيه، والأعجب من ذلك كله أن بعض المواطنين تم منحهم أراضي في مجرى السيل في بعض المخططات السكنية..! ختاماً؛ فإنّ سكان العقيق ينتظرون من الجهات المعنية، وعلى رأسها البلدية والمحافظة والدفاع المدني؛ إزالة مخاوفهم، والقضاء على قلقهم؛ بالكشف عن الخطط والمشاريع الخاصة بهذا الجانب بكل وضوحٍ وشفافية، وأن يرونها واقعاً مشاهداً على الأرض، قبل أن تحل الكارثة لا سمح الله!