أبدى مواطنون في مدينة الباحة مخاوفهم من احتمال تكرار سيناريو «كارثة جدة» في مدينتهم بسبب كثرة الأبنية في مجرى وادي قوب الكبير الممتد إلى وداي الملد مرورًا بأودية الباحة والظفير، داعين الجهات المعنية إلى سرعة اتخاذ الاحتياطات اللازمة، وأشاروا إلى أن الوادي شهد سيولاً جارفة سببت دماراً كبيراً على رغم أن وادي أبها كان حينها متسعاً وكبيراً. ويلقي بعض الأهالي باللائمة على عدد من الجهات ذات العلاقة حيث يتهمونها بالاعتداء على حرمة الوادي وتضييق الخناق على مجراه الطبيعي من خلال إقامة ممشى على أطرافه، ثم عمل مواقف لمصلحة مستثمر لفندق والشقق المفروشة وصولاً إلى إنشاء محطات وقود وإنشاء بعض المواطنين منازل ومزارع وسط الوادي. يقول سالم علي الغامدي: إن وادي قوب من أكبر الأودية على الإطلاق، وفاض في حقبة تاريخية سابقة وأحدث في ذلك الوقت أضراراً كبيرة على رغم أنه كان مترامي الأطراف حينها، مؤكداً أن كارثة حقيقية قد تحدث في أي وقت في ظل التعديات على الوادي الذي أصبح ضيقاً للغاية بعد التعديات والإحداثيات التي عليه. وأكد صالح الغامدي أن الأمطار الغزيرة كفيلة بإلتهام منازل وقرى وأسواق وحدائق وكل من يقترب من الوادي وخصوصاً المنطقة المركزية بمدينة الباحة، وأشار إلى أنه جرى التعدي عليه بانتشار العمران ببطن الوادي من مباني ومحطات الوقود التي تشكل خطراً كبيراً لأن خزاناتها مدفونة بمجرى الوادي. فيما يرى عبدالخالق على الغامدي أن الشكوى التي تقدم بها بعض الأهالي عند تلك التعديات التي تشكل خطراً محدقاً بحياتهم وممتلكاتهم ساهمت في تحريك مواقف الجهات المعنية، مؤكداً أن الجميع في انتظار نتائج تلك الدارسات والتحركات. وكشف أمين الباحة المهندس محمد مبارك المجلي عن وجود بعض الإشكاليات في عدد من المخططات السكنية في بعض المحافظات التابعة للمنطقة يجرى دراستها مع فروع البلديات، بالتنسيق مع وزارة الشؤون البلدية والقروية لمعالجتها، نافياً أن هناك مخططات سكنية أومنشآت في أي من الأودية الخطرة أو مجاري السيول بمدينة الباحة . وعن وادي قوب بمدينة الباحة قال المجلي: أن الأمانة تبنت آلية بناء وتوسعات "عبّارات" مجرى الوادي في 4 مواقع أو إزالة بعضها وفق متطلبات وضرورة الظروف، ومراعاة لحالات الطوارئ، وأفاد المهندس المجلي عن محطات الوقود المنشأة على الوادي أنه لا يوجد مجاور للوادي سوى محطتين فقط وهما تحت المراقبة المستمرة ولو حصل أي تسرب مستقبلي فسيتم تطبيق الأنظمة والتعليمات بحقهما، وأكد أن الإشكالية تكمن في عدم وجود دراسة هيدرولوجية تقدر كمية الأمطار المتساقطة حيث تم عقد عدد من الاجتماعات مع الاستشاري المنفذ لدراسة مشروع تصريف مياه الأمطار والسيول ودرء الأخطار لإيجاد الحلول المناسبة لكل موقع سواء في وادي قوب أو غيره من الأودية الأخرى ورفعت عدة مشاريع لوزير الشؤون البلدية والقروية لإقرار محضر الترسية للبدء في تنفيذ المشاريع المتعلقة بهذا الجانب. وأوضح الناطق الرسمي لأمانة منطقة الباحة المهندس منصور حربي الباهوت أن وادي الحاوية الذي يصب أيضا في وادي قوب يخترق مدينة الباحة، وتمت تغطيته من بدايته وحتى التقاءه مع وادي قوب، كما أن حوض الأمطار المجتمعة إليه يعتبر صغيرًا وليس منه خطورة، واختتم حديثه بأنه تم إيقاف تصاريح بناء العبارات على وادي قوب حتى الانتهاء من أعمال الدراسات المستقبلية التي على ضوئها سيتم اتخاذ القرار المناسب. المجلس البلدي في مدينة الباحة أكد على أهمية إزالة العبارات غير المطابقة للشروط والمواصفات في وادي قوب حسب الدراسات الاستشارية وحماية الوادي من المخالفات والتعديات، حرصا على سلامة السكان من الأخطار. وقال رئيس المجلس عبدالناصر علي الكرت أن المجلس عقد جلسته الثانية والستين بكامل أعضائه وحضور مساعد أمين المنطقة للمشاريع والتعمير ومدير إدارة المشاريع بالأمانة والمهندس الاستشاري الذي قام بإعداد الدراسة وتصميم مشروع تصريف مياه الأمطار واستمع الأعضاء إلى عرض مرئي وشرح مفصل عن جميع مراحل المشروع. وأكد مدير عام الدفاع المدني في منطقة الباحة العميد إبراهيم حسين الزهراني أنه يقتصر دور الدفاع المدني في متابعة تنفيذ مثل هذه المشاريع على تنفيذ اشتراطات ومتطلبات السلامة بالموقع وفق اللوائح المنظمة لذلك، مضيفاً أن الإشكالية تكمن في حال تكدس مخلفات السيول في فتحات بعض قنوات التصريف الضيقة، لا سيما إذا هطلت أمطار غزيرة ما يجعل المياه تندفع للطريق الرئيس ما قد يسبب ارتباكًا في الحركة المرورية وإحداث أضرار في بعض المنازل القريبة والمحلات التجارية. أما عن خطط الطوارئ فهناك خطة عامة لمواجهة مخاطر الأمطار والسيول بالمنطقة. وأوضح الناطق الإعلامي لإدارة الدفاع المدني بمنطقة الباحة الرائد جمعان دايس الغامدي أن دور إدارة الدفاع المدني وقائي وتحذيري يتمثل في الإرشاد والتوعية بالمخاطر ومباشرة الحوادث حين وقوع الكوارث، حيث تم اتخاذ الاحتياطات اللازمة للتعامل مع كل موقف بحسب ما يتطلبه سواء فيما يتعلق بتدريب الضباط أو الأفراد، أو توفير الآليات اللازمة بالتعاون مع الجهات المعنية في أوقات الأزمات، مضيفاً أن الاستعداد شمل حصر 97 واديا في السراة وتهامة تشكل خطورة حقيقية أثناء عبورها وقت جريان السيل أو عند هطول أمطار غزيرة. رئيس لجنة التعديات في منطقة الباحة عبدالله قينان الغامدي أشار إلى أن اللجنة تراقب مجاري الأودية كي تتأكد من تطبيق الأنظمة بحق كل مخالف، حيث أوصت بتعديل مجاري السيول في وادي قوب، وتوسيع قنوات التصريف حتى يمكنها استيعاب كثافة السيول خلال جريانها، مؤكداً أن لجنة التعديات في إمارة المنطقة سجلت إحداثيات من بعض الأشخاص حيث عمد أحد المواطنين إلى إنشاء حاجز خرساني مما ضيق الوادي، فيما ردم مواطن آخر جزءا من جانب الوادي بمخلفات البناء حيث كلفت أصحاب التعديات بإزالتها، وإلا سوف تُطبق التعليمات بحقهم من سجن وغرامة.