من يقرأ نهاية الطغاة المستبدين يطالع نفس الموقف ونفس النتيجة بفارق الشدة. في القرآن تعبير (فكلاً أخذنا بذنبه). في مقر الاستشارية في مقر تحت الأرض استدعى هتلر وزير التخطيط والتسلح عنده المدعو شبير (Speer) وتعني الرمح؛ فأمره بهدم ألمانيا جميعاً؛ فلا يستحق أن يعيش أحد بعد موت القائد (الفوهرر Fuehrer). يقول شبير الذي حُوكم لاحقاً في نورمبيرج لمجرمي الحرب بالسجن لمدة عشرين سنة، إنه امتنع عن التنفيذ لأن الشعب الألماني باقٍ وهتلر زائل. في لحظات هتلر الأخيرة وهو مختبئ في القبو والمعارك الطاحنة تدور حوله على بُعد مائة متر، مطوقاً بالجيش الأحمر، كتب وصيته وعقد زواجه على إيفا براون العشيقة السابقة، وودّع مساعديه على طريقة قبائل التيوتون، ثم انتحر انتحاراً مضاعفاً بالسم والرصاص، أما إيفا براون فلم تتحمل الرصاص فتجرّعت السم. كان الفوهرر قد أمر بأن يُحرق فلا يبقى منه أثر، وهذا الذي كان، وعرف الروس الذين كانوا أول الداخلين على أنقاض دار المستشارية (الرايخ) ولكن ستالين أخفى الحقيقة. ما يدفعني لذكر هذه المعلومات ما تسرب عن طاغية دمشق أنه كتب وصيته، وأوصى بإطلاق صواريخ سكود في لحظات الغرغرة الأخيرة على إسرائيل ومصر ومن حوله أجمعين. وهو ما فعله هتلر بصواريخ (V1 V2) على لندن. وهو يذكر بموقف صدام حين كان يقذف الرياض وتل أبيب بصواريخ سكود بعيدة المدى. إنها لحظات اليأس الكبرى، ولذا علينا أن ندرب آذاننا على سماع أبشع الأخبار مع نهاية الطاغية.