أوضحت اختصاصية علم النفس، إلهام حسن، أن اضطرابات النوم عند الأطفال ترتبط بفترات «النمو الوجداني»، وتتمثل في مجموعة من الاضطرابات الإكلينيكية، بعضها له أساس عضوي والبعض الآخر له أساس نفسي غير عضوي، خاصةً إذا صحبه حالة من عدم الاتزان، مثل: الكوابيس، والفزع، و»نوبة التجول» -المشي أثناء النوم-، وهو ما يفسَّر علمياً بأنه «اضطرابات إكلينيكية»، وكثير من الحالات يكون اضطراب النوم واحداً من أعراض أي اضطراب آخر سواء كان اضطراباً عقلياً أو بدنياً، تصحبه بعض الأعراض النفسية الأخرى كالشعور بالتوتر، والقلق، والاكتئاب، والبكاء، والمزاج المتقلب، والشعور بالخوف والضيق؛ كما تظهر عدة أعراض جسدية تتمثَّل في الإحساس المستمر بالتعب، والخمول البدني، والإرهاق الجسمي والعقلي، وسهولة الاستثارة الانفعالية، وقد تتكرر هذه الأعراض، إلى جانب صعوبة الاستغراق في النوم أو الاستيقاظ منه، وأحياناً يلجأ الآباء إلى إجبار أبنائهم على تناول عقاقير طبية تحدُّ من هذه الأعراض، غافلين عن أضرارها ومضاعفاتها على الطفل، ولتحديد ما إذا كان اضطراب النوم لدى مريض بعينه هو حالة أولية مستقلة وليست ثانوية أو أنه يحدث نتيجة اضطراب آخر يجب الاستناد إلى الصورة الإكلينيكية لاضطرابات النوم، فخطل النوم على سبيل المثال اضطراب واسع الانتشار، عبارة عن ظواهر جسدية حركية ونفسية تحدث أثناء النوم في توقيت غير مناسب، كالحديث والصراخ أثناء النوم، والمشي والحركات الفجائية بالرجلين، والانقباضات العضلية، والذعر الليلي والكوابيس، حيث يعتبر المشي أثناء النوم من الظواهر الحميدة، ويمكن أن تنعكس في قيام الشخص من فراشه والتجوال في البيت، ويمكن أن يأكل ويشرب بل وفي بعض الحالات قد يخرج من البيت. ويحدث كل ذلك أثناء النوم، هذه الظاهرة شائعة وتظهر لدى ما يقارب 15% من الأطفال بدءاً من جيل الرابعة. وهي ظاهرة تختفي، غالباً، من تلقاء ذاتها، مع تقدم العمر، وتكمن الخطورة في اضطراب النوم هذا في الإصابات التي قد يتلقاها الطفل جرَّاء هذه السلوكيات أثناء نومه، كالسقوط، ولمس الأدوات الحادة، والاصطدام بالأبواب والزجاج وغيرها من المخاطر التي تتطلب اتخاذ تدابير خاصة للحيطة والحذر داخل المنزل، وقد ينفجر الطفل بالصراخ أو البكاء أثناء النوم العميق، دونما وعي منه لما يحدث له، أو لما يحدث في محيطه، كنوع من الاضطرابات النفسية التي تحدث له أثناء نومه، يكون من الصعب تهدئة الطفل في هذه الحالات، وفي الغالب لا يتذكر الطفل ما حدث له. وهناك ظاهرة مشابهة من حيث التصرفات وتختلف من حيث العملية التي تحدث في الدماغ، وهي ظاهرة الاستيقاظ بفزع إثر رؤية كوابيس، في هذه الحالات من اضطراب النوم يستفيق الطفل فزعاً من الكوابيس، واعياً للخوف الذي يشعر به، ويتذكر الطفل هذه الأفكار المرعبة، وباستطاعته استرجاعها؛ فكوابيس الطفولة ترتبط بفترة معينة أثناء النمو الوجداني. مشيرةً إلى أنَّها حالة يُصاب بها الفرد عادة في مراحل طفولته، وتمتد معه حتى مراحل المراهقة والرشد، ويحدث فيها عدم اكتفاء كمي أو كيفي من النوم، وقد تتفاقم أعراض مثل هذه الحالات فيلجأ بعض المرضى إلى استخدام «المنوِّمات» حتى يمكنهم الاستغراق في النوم.