اعتاد الطفل أن يقضي معظم وقته بصحبة أبيه.. يذهب معه للمسجد، يجلس بجانبه في السيارة، يذهب معه للأسواق، يستمع له وهو يتحدث، فيلتقط معظم تعابيره منه، بعضهم كان يرى أن الطفل تعود على الحديث بلغة أعلى من فهمه وبعضهم كان يرى أن الطفل لا يسير مع مستوى فهم الأطفال في سنه. ولكن كان ما يشغل والده أن طفله كثير الأسئلة. كان يسأل عن أشياء في نظر والده لا يجوز لطفل أن يسألها. فذات يوم سأله: - من أين يأتي الهواء يا أبي؟ - يأتي من مكان ما يأتي.. هذا سؤال لا يسأله أحد.. نحن فقط نشأنا ووجدنا الهواء يأتي من حيث يأتي. ويصمت الطفل برهة ثم يسأل أباه: - أين يذهب الظلام عندما تشرق الشمس؟ - يا ولد.. هل هذا سؤال؟.. أين يذهب الظلام عندما تشرق الشمس؟ لا تسأل مثل هذه الأسئلة.. لا أحد يسألها. ثم يسأل الطفل: - من أين يأتي المطر؟ ومن أين يخرج الجراد؟ ويحار الأب في ابنه وفي أسئلته الغريبة. - يا بني لا توجد أسئلة من هذا النوع.. ولدنا ونشأنا ووجدنا الأشياء كما هي.. ترى ماذا كان يكون موقفي لو أزعجت والدي بمثل هذه الأسئلة؟ أجاب الطفل: - كنت على الأقل عرفت الإجابة على أسئلتي!