محسن الشيخ آل حسان برافو.. برافو يا شباب الوطن، لقد استطعتم لفت انتباه الجميع إلى (السروال والفانيلة)، بل أطلقتم صرخة مدويّة في جميع الوسائل الإعلامية (المقروءة والمسموعة والمرئية) إلى هذا الحدث الذي إن دل على شيء إنما يدل على رسالة شبابية هدفها لفت انتباه جميع أفراد المجتمع، ومعارضة كل من تسوّل له نفسه أن يقول: «لا للشباب». بالأمس التقيت بأحد الصحفيين الأمريكيين الذي وصل لتغطية القمة العربية التي تقام في عاصمتنا الرياض، وهو ضليع في اللغة العربية، فقرأ قصة (أبوسروال وفانيلة)، وسألني: «ما حكاية السروال والفانيلة»، قلت له: «مجموعة من الشباب يلبسون السروال والفانيلة الداخلية ويدخلون الأسواق للفت الانتباه». ضحك الصحفي الأمريكي حتى كاد أن يسقط من الضحك، فسألته: «ما يُضحكك يا خواجة؟!»، قال: «تذكرت في السبعينيات والثمانينيات كانت لدينا حفلات شبابية يطلق عليها (حفلات البيجاما – بيجاما بارتي)». سألته: «وما هي هذه الحفلات؟»، قال: «حفلة البيجاما هي تجمّع لمجموعة من الفتيات يرتدين (البيجاما) ويسهرن ويرقصن حتى ساعة متأخرة من الليل». قلت للصحفي: «ولكن ما هي العلاقة بين (أبوسروال وفانيلة السعودية) وبين (البيجاما بارتي الأمريكية)؟! نظر لي الصحفي الأمريكي والخبير في الشؤون الشبابية، وقال: «العلاقة واضحة يا دكتور آل حسان، إنها مرحلة المراهقة». وواصل الصحفي الأمريكي: «ومرحلة المراهقة يا صديقي السعودي هي من أخطر المراحل التي يمر بها الشباب من الجنسين، فنلاحظ أنهم يقومون بتصرفات تتسم ببعض التحدي والتهور والتسرع والرفض والرعونة في بعض الأحيان. ولتأكيد هذه الصفات والسمات تنمو لديهم بعض الميول الغريبة والتصرفات المختلفة التي نعتقد نحن أولياء الأمور أنها تحدث لمجرد جذب الانتباه والشعور بالتميز ليس إلا، ولو تساءلنا عن هذه الأسباب الطائشة لبعض الشباب في فترة المراهقة لوجدنا بعضها: -1 الدوافع واحدة هي جذب الانتباه والرغبة المستمرة في التجديد. -2 المراهق هو طفل قبل ذلك يحاول لفت انتباه من حوله. -3 رغبة الشباب في إدخال أي صفة تميزه عن غيره. -4 عدم إدراك الشباب تبعات تصرفاتهم وعدم تقديرهم قيمة الحياة وعدم تحملهم مسؤولية أعمالهم. سألت الصحفي الأمريكي: «وما الحل؟»، قال: «لابد أن نتقبل ونستوعب هذه التصرفات ومن ثم نشرح لهم عواقبها إن كانت ضارة.. بدلاً من مضايقتهم أو منعهم أو مطاردتهم، على الجميع تفهّمهم وإفهامهم وتصحيح أخطائهم وقبول تصرفاتهم المفيدة». مجرد كلمة بخصوص (حفلات البيجاما) لدينا، لقد تقلصت إن لم تكن قد انتهت، والسبب أننا كأولياء أمور ومسؤولين لم نحاربهم أو نطاردهم أو نمنعهم، بل تركنا لهم حرية الاختيار، والنتيجة توقفت هذه الحفلات الخطيرة، التي تسببت في إدمان كثير منهم على المخدرات وتعاطي المسكرات، ولكن يجب أن نعلم ونكرر المقولة التي تقول: «كل ممنوع مرغوب». اقتنعت بكلام الصحفي الأمريكي بأن الشباب في سن المراهقة في حاجة إلى (جذب الانتباه)، ويقول لنا: «نحن هنا»، وما ارتداء السروال والفانيلة إلا إشارة ضوئية تقول: «انتبهوا هذه البداية».