شهد الأردن في الجمعة الأخيرة من عام 2011 مسيرات واحتجاجات في معظم محافظات البلاد، وبمشاركة من عشرات الآلاف من المواطنين، في تسخين واضح مع اقتراب انقضاء عام كامل دون توقف من المسيرات والاحتجاجات الشعبية المطالبة بالإصلاح. وتنوعت الجهات المنظمة للمسيرات، في حين كان معظمها بتنظيم من لجان شعبية محلية، حيث امتدت المسيرات من الشوبك في أقصى الجنوب إلى إربد في أقصى الشمال، كما شملت العاصمة عمان ومدن الكرك والطفيلة والسلط وجرش وسحاب.وكانت أكبر المسيرات تلك التي دعت إليها الحركة الإسلامية في وسط البلد في العاصمة عمان، حيث تراوحت التقديرات حول حجمها، ولكنها كانت بالتأكيد تضم أكثر من عشرة آلاف مشارك من أعضاء وأنصار الحركة الإسلامية تحت مسمى «طفح الكيل»، وذلك في رد واضح على الاعتداء الذي تعرض له مقر الحركة الإسلامية في مدينة المفرق (شمال الأردن) الأسبوع الماضي. وشهدت مسيرة الحركة الإسلامية رسالتين واضحتين، الأولى رسالة تهدئة تمثلت في عدم رفع سقف الشعارات كما كان بعض المراقبين يتوقع، وفي كلمات قياديين إسلاميين أعادوا مد أيديهم لعشائر منطقة المفرق. أما الرسالة الثانية فكانت استعراض قوة واضح، حيث تحرك المئات من شباب الحركة الإسلامية في تشكيلات تذكّر بالتشكيلات العسكرية.وتنوعت شعارات المسيرات في المناطق المختلفة، حيث تناولت المطالبة بإصلاح النظام، والحد من تدخل الأجهزة الأمنية في الحياة السياسية، واستعادة الولاية العامة للحكومة، وانتخاب الحكومات عن طريق البرلمان، واستعادة أراضي الدولة التي سجلت بأسماء شخصيات عليا ومسؤولين، ومحاسبة الفاسدين، ومطالب أخرى. وفي منطقة الكرك نظم نشطاء قوميون مهرجاناً في بلدة المزار الجنوبي لإحياء ذكرى وفاة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وهي المرة الخامسة على التوالي التي تحيي فيها الكرك هذه الذكرى. والكرك معروفة ومنذر فترة بارتفاع نسبة مؤيدي صدام.