رغم أن محافظ المؤسسة العامة للتقاعد مقنع بكلامه ومقبول لدى المشاهد والمستمع، لكنه كعادة المسؤولين لا يعترف بوجود خلل في نظام التقاعد في بلادنا. فقد دافع عن عدم صرف راتب التقاعد لزوج وأبناء المواطنة المتزوجة من غير سعودي «بعد وفاتها» لأنهم غير سعوديين . في الوقت الذي يحتوي نظام المؤسسة على بند يشير إلى توزيع راتب المتقاعد على ورثته بعد وفاته، فهذا يأخذ 500 وتلك 300 وآخر 1000 وهكذا. فهل توزيع الميراث في راتب التقاعد يكون حسب الشريعة في حال كون الوارث والمورِّث سعوديين فقط ؟ والنقطة الثانية هي قوله إننا أفضل الدول في مسألة رواتب التقاعد . لكن الواقع يقول إن دولاً في المنطقة هي الأفضل . وهناك نقطة مهمة لم يشر إليها مقدم البرنامج ولا السيد المحافظ، وهي أن راتب المتقاعد والمتوفى في مصر مثلاً يزيد سنوياً حسب العلاوة التي كان يحصل عليها وهو على رأس العمل، فإذا تقاعد شخص وراتبه ألف جنيه وعلاوته السنوية 30 جنيهاً، فإنه خلال عشر سنوات يصبح راتب التقاعد 1300 وهكذا.. في حين أن المتقاعد في بلادنا تقطع عنه جميع العلاوات فور انتهاء خدمته، خارج بلادنا يصرف الراتب لورثة المتقاعد دون قيود، أما عندنا فرغم أنهم يقولون إن توزيع تقاعد المتوفى حسب الشريعة، إلا أن نظام التقاعد يتدخل ويحدد الأعمار ومن تزوج ومن لم يتزوج، ومن يستحق ومن لا يستحق. ما أُخذ من الموظف في حياته يجب أن يعاد لذويه بعد مماته، ولا فضل لأحد ولا منَّة.