زياد فارسي كشف ل «الشرق» نائب رئيس غرفة مكةالمكرمة زياد فارسي، عن ارتفاع سعر المتر التجاري في المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد الحرام إلى خمسة أضعاف خلال الفترة الماضية، بسبب عمليات الإزالة والهدم حول المسجد. وقال فارسي إن سعر المتر قفز من عشرة آلاف ريال إلى خمسين ألف ريال، لتصبح مكةالمكرمة الأغلى على مستوى العالم في سعر المتر التجاري. وأضاف أن ارتفاع الأسعار تسبب في هجرة تجار مكةالمكرمة وتركهم محلاتهم وإغلاقها، لتحل بديلاً عنهم الشركات العالمية الكبرى التي تستطيع دفع الإيجارات المرتفعة التي تصل لمليون ريال للمحل الواحد. وأكد فارسي عدم وجود البديل المناسب في الوقت الراهن مع ارتفاع الإيجارات وقلة المحلات المعروضة، مشيراً إلى وجود أسر مكية عريقة تعمل في التجارة منذ مئات السنين تركت العمل في المجال التجاري بسبب عمليات الهدم وعدم توفر بديل مناسب بسعر معقول. وحول دور الغرفة، قال فارسي «لا نستطيع فعل أي شيء ونحن نرى تجار مكةالمكرمة ينسحبون الواحد تلو الآخر بعد أن عجزوا عن استئجار محلات مناسبة في المنطقة المركزية، لأن الموضوع يتعلق بالعرض والطلب». وشدد على أن الطابع المكي للمنطقة المركزية اختفى تماماً بعد أن حلت شركات عالمية في المحال المعروضة القليلة أصلاً، واستشهد فارسي بتأثر قطاع الذهب والفضة، مؤكداً أنه تكبد خسائر تصل إلى 80%، ما جعل كثيراً من شركات الذهب تغلق فروعها أو تدمجها وتنسحب من السوق، فيما فتحت بعض الشركات فروعاً لها في المراكز التجارية البعيدة عن المسجد الحرام. وفيما يتعلق بحجم الخسائر التي تكبّدها تجار مكةالمكرمة بسبب بُعدهم عن المنطقة المركزية وعدم قدرتهم على استئجار المحال التجارية بالأسعار المرتفعة، قال «مع الأسف، لا نملك دراسات وإحصاءات دقيقة عن حجم الخسائر، وهو أمر مؤسف لأنه لا يمكن قياس حجم الخسائر بدقة إلا عبر هذه الدراسات». ودعا فارسي إلى ضرورة إعادة النظر في أسعار الإيجارات، مع أهمية منح الأسر المكية العريقة في المجال التجاري أولوية في فتح محالها التجارية للحفاظ على الطابع المكي حول المسجد الحرام، الذي اختفى تماماً، مشيراً إلى أن هذه المحال ستبيع الهدايا واحتياجات الحاج بأسعار مضاعفة نظراً لغلاء الإيجارات.