أدت إزالة مئات المعارض والمحال التجارية لصالح تنفيذ مشروع التوسعة الشمالية للحرم المكي الشريف إلى خلق أزمة البحث عن البدائل الأخرى في الجهات الغربية والجنوبية للحرم المكي، ما زاد في ارتفاع إيجاراتها بنسبة 15 في المائة، خاصة مع زوال سوق المدعى والجودرية وسوق الصاغة القديمة، التي تعد من أقدم الأسواق التاريخية في السعودية، ولا تزال مجموعة كبيرة من التجار الذين أزيلت معارضهم ومحالهم تبحث عن مواقع بديلة لعرض بضائعهم في أسواق المنطقة المركزية للحرم المكي الشريف وتوجه البعض الآخر نحو إيجاد بدائل في مختلف أسواق مكةالمكرمة. أما تجار الذهب والمجوهرات، فتوالت اجتماعاتهم ومشاوراتهم لتبني لجنة الذهب والمجوهرات في الغرفة التجارية الصناعية في مكةالمكرمة مشروع إعادة إحياء سوق الصاغة القديمة التي كانت تقع أمام المسعى. وأوضح ل«عكاظ» رئيس لجنة الذهب والمجوهرات في الغرفة زياد فارسي أنه جرى تحديد مواقع عدة في الأسواق التجارية المحيطة بالحرم المكي الشريف على أن يتم الاتصال بمسؤولي تلك الأسواق وفي حالة التوفيق في اختيار الموقع المناسب لتنفيذ فكرة إقامة مشروع إحياء سوق الصاغة القديمة. من جانبه، أشار شيخ طائفة صرافي العملة عادل الملطاني ل«عكاظ» إلى أن هنالك أزمة حقيقية عند غالبية التجار في تعويضهم عن محالهم السابقة في الجهات الأخرى للحرم المكي الشريف، وعلى سبيل المثال فإن محلا تجاريا لا تتجاوز مساحته الإجمالية عن 16 مترا كان يؤجر بمبلغ 220 ألف ريال، أصبح إيجاره الجديد 270 ألف ريال بعد دفع نقل القدم له بمبلغ 450 ألف ريال، وأفاد الملطاني أن المشروعات التطويرية العقارية الضخمة بمختلف مناطق المركزية ستسفر عن مجمعات تجارية وأسواق مركزية متطورة بما يسهم في زيادة أعداد المحال التجارية. من جهته، أبدى رئيس اللجنة العقارية في غرفة مكةالمكرمة منصور أبو رياش عدم استغرابه من وصول مبلغ عملية نقل القدم نصف مليون ريال لما تشهده أسواق المنطقة المركزية من حركة تنقلات لإيجارات المحال والمعارض التجارية بعد إزالة مئات المحال الواقعة على الشريط الحدودي للجهة الشمالية للحرم المكي الشريف وما كانت تضمه تلك المنطقة من أقدم الأسواق التاريخية في العهد السعودي الزاهر؛ مثل سوق المدعى والجودرية وسوق الصاغة القديمة. وطالب أبو رياش الجهات الحكومية المعنية بدراسات بحثية ميدانية لتطوير أوضاع الأسواق في المنطقة المركزية والعمل على خروج محال المأكولات الغذائية والمشروبات إلى خارج نطاق تلك المناطق المحيطة بالحرم المكي الشريف.