جاءت الأنباء من السجون العراقية بتعرض المعتقلين السعوديين هناك للتعذيب بعد خسارة المنتخب العراقي للمباراة النهائية أمام المنتخب الإماراتي، في المواجهة التي أدارها حكم سعودي، لتكشف عن عقلية مَن يقوم على السجون العراقية، بل على البلاد بشكل كامل. فالتفسير المؤامراتي الذي جعل الحكم السعودي هو سبب خسارة المباراة، بل وأعاد تصرفات الحكم إلى أسباب غير رياضية نهائياً، جاعلاً فوز الإمارات في مباراة نهائي كأس الخليج يبدو كأنه قرارٌ سياسيٌّ استند إلى أسس طائفية، يوضح حقاً حجم التفكير الطائفي لدى القائمين على الأمور في العراق، ويفسِّرُ بوضوحٍ: لماذا خرج إخوانهم في الوطن يتظاهرون للمطالبة بإقالة حكومة المالكي؟ مؤكِّدين أنها تحكم العراق على أساس طائفي. فإذا كانت خسارة مباراة تستدعي تعذيب مساجينَ كان حظُّهم العاثرُ أن يكون حكم اللقاء من نفس دولتهم؛ فإن إدارة دولة تعد من الأغنى نفطياً في العالم سوف تستدعي لدى نفس الأشخاص بالتأكيد الخطاب الطائفي بأسوأ صوره، والتهم المجانية التي لا تستند على شيء، والقوانين المُجحِفَة التي لا تستند على شيء إلا الطائفية البغيضة. في البداية لم يصدق كثيرون أن يتم تعذيب سعوديين في سجون العراق لمجرد خسارة مباراة كرة قدم، لكن تواتر الأنباء والتأكيدات المستمرة، ثم رسائل المعتقلين أنفسهم قطعت الشك باليقين في هذا الأمر، والمفترض الآن القيام بتحرك دولي حقوقي عاجل لمنظمات حقوق الإنسان للاطلاع على أوضاع المعتقلين السعوديين في سجون العراق ومساعدتهم، فترك المعتقلين السعوديين تحت أيدي سجَّانين يعذبونهم لمثل هذا الأمر ليس مقبولاً بأي حال، وإن كانت الشرائع الدولية جميعها تمنع تعذيب المعتقلين للحصول على اعترافات منهم؛ فكيف إذا كان هذا التعذيب عبثياً لا يهدف لشيء إلا لإفراغ شحنة من الغضب بعد خسارة مباراة؟!.