لزمن امتد 16 سنة كان مارتين سيجيرت من جامعة بريستول البريطانية يعد نفسه لهذه المهمة؛ هل توجد حياة في قيعان بحيرات القطب الجنوبي في درجة حرارة تنزل حتى أكثر من 60 درجة تحت الصفر؟ للإجابة عن هذا السؤال لا بد من ثقب بحيرة من أصل 380 بحيرة موجودة هناك، منها بحيرة فوستوك الروسية الحاوية أعظم خزان مائي نظيف في العالم. ومعه حاليا طاقم ب11 رجلاً، وعدة بوزن مائة طن اخترعها بنفسه. وسوف يحفر بأدوات معقمة كما في قاعة العمليات الجراحية حتى لا تتلوث البحيرة! البحيرة التي سوف تحفر هي إيلس وورث طولها 12كيلومتراً وعرضها 3 كيلومترات وعمقها 150 متراً. البحيرة مغلقة بأسرار منذ نصف مليون سنة، أما فوستوك فمنذ 14 مليون سنة! ويعمل الأمريكيون بتنافس مع الروس والبريطانيين على بحيرة ويلانس. العقبة الأولى هي المدرعة الجليدية فوق البحيرة بسماكة 3,4 كيلومتر فوق سطح البحيرة. التي دفعت بثقلها درجة تجمد الماء إلى درجتين تحت الصفر. سوف تثقب بحفارة ساخنة ولمدة 100 ساعة، حتى إذا بلغ سطح البحيرة الحلوة هنا يجب الانتباه، وفي فترة لا تزيد على 24 ساعة يجب أخذ 24 عينة من حجم 100 سنتمتر مكعب بمجموع 2,4 ليتر لمعرفة طبيعة الحياة الموجودة في عمق البحيرة. المشروع سيكلف 10 ملايين يورو، والمناخ الآن ملائم حيث تبقى الشمس مشرقة حتى نهاية فبراير ودرجة الحرارة 16 تحت الصفر. يقول سيجيرت سوف أتعجب إن لم أعثر على حياة؟ (في القرآن وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون؟)