كل شيء يبعث الضحك لجأنا إليه، النكتة المنقولة على أفواه الناس، مقاطع اليوتيوب، رسائل الواتس أب، البي بي هو الآخر سيل النكات لا يتوقف فيه، حتى المواقف والمشاهد المحرجة والمضحكة في البرامج المذاعة تليفزيونياً يُعاد تسويقها في اليوتيوب بطريقة تغطي على سمعة البرامج التي أذيعت فيها، صرنا مجتمعاً يتصيّد الزلات من أجل الإضحاك وعمل حفلات «التحفيل» أو السخرية لغرض الإضحاك. كل تقنيات الاتصال الاجتماعي أخضعناها للدعابة وبث روح النكتة والسخرية أحياناً إلا تويتر الذي تخصص في كيل الشتائم لكل من يخالفنا في الرأي. أعترف أني غرقت من الضحك على بعض مشاهد برنامج «صاحي، أشكل» في اليوتيوب وهي أعمال متقنة من تصوير وأداء وموسيقى تصويرية وبطله خفيف ظل وصاحب نكتة نادرة مثله في أمريكا سيجني أموالاً طائلة، ليت القنوات الفضائية التي «تغثنا» ببعض الوجوه المكررة في رمضان أن تبحث عن هذه المواهب في اليوتيوب وتقدمهم على طريقة الستاند أب كوميدي التي يبرعون فيها لا أن تحشرهم حشراً في مسلسل بليد على طريقة روتانا في مسلسل «شفت الليل» لتقديم أعمال ممتعة تضحك وتفيد بدلاً من هذه الأعمال المكررة التي تُعاد كل عام بنفس الوجوه المملة. السعودية مجتمع بلا ترفيه، ذلك الترفيه الذي ضاع بين العيب والحرام، أحياناً يضيع بسبب تسلط بعض المنتسبين للهيئة وأحياناً بسبب فشل البلديات والبنية التحتية للترفيه.