ألقى خروج المنتخب السعودي الأول لكرة القدم من بطولة «خليجي 21» بظلاله السالبة على الطلاب، حيث بدا التأثر واضحاً عليهم خلال أدائهم الاختبارات المدرسية، ما أفقد بعضهم التركيز وأثار مخاوف آخرين من أن ينعكس ذلك على تحصيلهم الدراسي. وودّع الأخضر السعودي البطولة الخليجية من الدور الأول بعد أن اكتفى بثلاث نقاط فقط من فوز وحيد وخسارتين دون أن يترك بصمته المعهودة في هذه البطولة التي توّج بلقبها ثلاث مرات ووصل إلى النهائي في آخر نسختين. وقال الطالب حسن علي إنه افتقد التركيز أثناء مراجعة المواد قبل الامتحان بسبب خسارة المنتخب، مضيفاً أنه شعر بحزن شديد واضطراب في النوم من أجل نسيان هذه الكبوة. من جهتها، تحسّرت الطالبة رشا محمد على حال المنتخب السعودي، مبينة أن خروجه من البطولة أثّر فيها لدرجة وصلت إلى أنها لم تستطِع الأكل بعد الخسارة من الكويت، الأمر الذي أصابها بدوار أثناء الامتحان. بدوره، أوضح الأستاذ التربوي أشرف سلمان أنه شعر بالحزن والحسرة على وجوه الطلاب أثناء الامتحان، وكان أغلب حديثهم بين فترة الامتحانات يدور حول خروج المنتخب والمستوى السيئ الذي وصل إليه في مشاركاته الأخيرة. أما حنان آل جبر وهي إدارية في إحدى المدارس، فقالت إن غالبية الطالبات عشن هاجس خروج المنتخب السعودي من البطولة الخليجية، وتابعت: «لم أكن أتوقع كل هذا الاهتمام والمتابعة من الطالبات، ووصل الحال ببعضهن إلى البكاء وذرف الدموع بعد الخسارة أمام الكويت». من جانبه، رأى الاختصاصي النفسي فيصل آل عجيان أن تأثير نتائج المنتخب السعودي في الطلاب تتفاوت من طالب لآخر حسب درجة تعصبه الرياضي، وكلما ازداد الشغف بكرة القدم فإن الانفعال يكون أكبر ولا يمكن للشخص التحكم في مشاعره، لكنه استدرك قائلاً: «الوضع لا يستمر طويلاً، وبمرور الوقت يقوم المشجع سواء كان طالباً أو غيره بإعادة تقييم الأولويات ويدرك أن الأمر لا يستحق كل هذا الانفعال، خصوصاً عندما توالت النتائج السلبية وكانت الهزائم بنتائج كبيرة». وحذر من عواقب التعصب الرياضي خصوصاً على الطلاب والصغار في السن، ناصحاً الجميع بعدم التعصب في التشجيع كونه يؤدي إلى عدم التحكم في النفس أو ما يسمى ب«الذات المجنونة»، داعياً إياهم إلى التركيز على الأهم وهو التحصيل الدراسي.