أعلنت حكومة ولاية شمال دارفور السودانية، صباح أمس، تحرير الصينيين الأربعة الذين تم اختطافهم السبت الماضي من قِبل إحدى الحركات المسلحة في دارفور، وأكدت تسليمهم إلى البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في دارفور «يوناميد» وهم بحالة صحية جيدة. ومن المنتظر أن يتم نقل الصينيين الأربعة إلى بلدهم بعد تكملة إجراءات نقلهم كما هي العادة في مثل هذه الحالات. وكان مسلحون اختطفوا الصينيين الأربعة التابعين لإحدى الشركات العاملة في تشييد طريق الإنقاذ الغربي قطاع «الفاشر أم كدادة» قرب مدينة الكومة في شمال دارفور. ودفعت الحكومة الصينية أمس الأول، بمجموعة عمل إلى السودان من أجل المساعدة في إنقاذ الصينيين المختطفين. وقال معتمد محلية الكومة (ثمانون كلم شمال شرق الفاشر) محمد سليمان رابح، إن عملية الإفراج لم تشمل بقية المخطوفين من العاملين السودانيين في الشركة الصينية، البالغ عددهم 11 شخصاً. وأضاف معتمد الكومة أن إطلاق سراح الصينيين تم بعد إلقاء القبض على ثلاثة أشخاص كانوا يمثلون جيباً داخلياً مهّد لعملية الاختطاف باتصالات هاتفية. وذكر أن عملية التحرير جاءت نتيجة للجهود التي بذلتها حكومة الولاية والشركاء من المجتمع الدولي، مضيفاً أن الصينيين لم يأتوا إلى دارفور إلا للمساهمة في دفع مسيرة التنمية والعمران. ودعا رابح الحركة المسلحة المسؤولة عن عملية الاختطاف بضرورة إطلاق سراح السودانيين الذين لايزالون قيد الاحتجاز، لأنهم يقومون بعمل وطني وتنموي من أجل تحقيق الرفاهية والرخاء للمواطن الدارفوري. كما ناشد تلك الحركات بعدم تكرار مثل هذه الممارسات التي قال إن من شأنها تعطيل مسيرة التنمية في دارفور والسودان، داعياً إياهم إلى إلقاء السلاح والعودة إلى حضن الوطن للعمل معاً من أجل خدمة المواطن. من جهة ثانية، قال السكرتير الصحفي للرئيس السوداني عماد سيد أحمد، إن رئيسي السودان وجنوب السودان، عمر البشير وسلفاكير ميارديت، سيعقدان ثاني قمة لهما في 24 يناير الحالي في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، وذلك في مسعى جديد لنزع فتيل التوترات بشأن النفط والحدود ونزاعات أخرى. وسبق واتفق البلدان في سبتمبر على استئناف صادرات النفط من جنوب السودان -الذي ليس له منفذ بحري- عبر خط أنابيب يمرّ في أراضي السودان. لكن الشكوك المتبادلة ظلت مترسخة ولم يسحب أيٌّ من الجانبين جيشه من منطقة الحدود، وهو شرط لكل منهما لاستئناف تدفقات النفط.