في الشعر كوّن “العقاد” مع “المازني” و”شكري” مدرسة الديوان التي تلت مدرسة الإحياء والبعث التي كان روادها الثلاثي “البارودي” و”شوقي” و”حافظ”.. وقد قتل النقاد المدرستين بحثاً لبيان أوجه الاتفاق والاختلاف، لكن لا أحد فيهم أشار إلى أن الثلث في كل مدرسة منهما كان خفيف الظل والباقي جاد شديد الجد.. فحافظ إبراهيم من مدرسة “الإحياء والبعث” عرف أن أحد الشعراء المجهولين يردد في مجالسه أنه هو الذي خلق حافظاً وجعله شاعراً، ووصلت إلى أذني حافظ مقولة “أنا الذي خلقت حافظاً” ثم ذهب هذا الشاعر ليقترض نقوداً من حافظ فقال له حافظ “أنا يا مولاي كما خلقتني” أي ليس معي شيء... وفي مدرسة الديوان كان المازني يقول “العقاد مفرط في الطول وأنا شديد القصر لذلك عندما نسير معاً يظن الناس أننا رقم (10) هو الواحد وأنا الصفر”.. وفي آخر أيام المازني أصيب بصمم جزئي، فكتب له الطبيب دواء ليقوي السمع، وبعد أسبوع توجه إلى عيادة الطبيب للاستشارة فسأله الطبيب عن حال أذنيه بعد تعاطي الدواء فقال له المازني “أذناي كما هما لا أسمع شيئاً، لكنني بدأت أسمع الطرق على الباب، إذ يبدو يا دكتور أن الدواء الذي كتبته لي لا يقوي السمع لكنه يقوي الطرق على الباب” رحم الله رواد مدرستي “الإحياء والبعث” و”الديوان” فبعدهما جاء الشعر الحر المرسل، وأصبحت البطاطس توزن والطماطم توزن والخيار يوزن وكل شيء في بلادنا أصبح يوزن إلا “الشعر”!