كشف مدير الشؤون الثقافية في مكتبة الملك فهد الوطنية محمد القشعمي، عن رفض نادي القصيم الأدبي مشاركته بورقة «عبدالرحمن منيف من السياسية إلى الرواية»، فيما عاد النادي للموافقة قبل شهر ونصف. وأوضح القشعمي ل«الشرق» أن محاولات الجهات الرسمية في إقناع منيف بالعودة إلى المملكة لم تنجح، لاشتراط منيف الحصول على جواز سفر وبطاقة أحوال وحرية اختيار العودة من عدمها. وشارك القشعمي، في أمسية بعنوان «تجربة عبدالرحمن منيف الروائية»، في منتدى الثلاثاء الثقافي في القطيف، أمس الأول، وأدارها الكاتب حسن آل حمادة، الذي استعرض أبرز محطات حياة ضيف الأمسية وموضوعها «منيف»، وذكر أن أول رواية كتبها منيف حين كان عمره 37 عاما. وقال القشعمي ل«الشرق» إن محاولات الجهات الرسمية إقناع منيف بالعودة إلى المملكة بدأت قبل 17 عاما، من رحيله، وأحدها اجتماع في باريس، طالب فيها منيف بمنحه جواز سفره وبطاقته الشخصية مع حريته في خيار العودة من عدمها، مضيفا أن دعوة وجهت إليه لحضور مهرجان الجنادرية في السنوات الخمس الأخيرة من حياته، وحمل الدعوة الملحق الثقافي في سوريا، ولكن لم يوفق في إيصالها، حيث طلب من منيف أن يعطيه جواز سفره ليمنحه تأشيرة دخول. وبين أن آخر مرة عرضت عليه العودة أثناء مرضه بفشل كلوي قبل عامين ونصف، وحين فاز بجائزة «سلطان العويس الثقافية في الكويت»، لم يتمكن من استلامها. وخلال الأمسية، أشار القشعمي إلى رفض نادي القصيم الأدبي مشاركته بورقة «عبدالرحمن منيف من السياسية إلى الأدب»، رغم تلقيه دعوة من النادي، وجاءت الموافقة قبل شهر ونصف مرة أخرى، في حين أنه تلقى دعوة للمشاركة بها في مجلة «العربي» بمناسبة مرور خمسين عاما على صدورها. وفيما يتعلق بأعمال منيف الروائية، وخاصة «مدن الملح»، أوضح أن أخته الكبيرة «نورة»، في تبوك، مصدر إلهامه في رواية «مدن الملح»، مبينا أن منيف ولد في 1933م، في عمان، ودرس فيها حتى المرحلة الثانوية، ثم التحق بكلية الحقوق في جامعة بغداد في عام 1952م، وانخرط في العمل السياسي بالانضمام إلى حزب البعث، وبعد توقيع «حلف بغداد» أبعد عن العراق، وتوجه إلى القاهرة لمواصلة الدراسية، ثم إلى يوغسلافيا ليحصل على شهادة عليا في اقتصاديات النفط، وعمل موظفا في وزارة النفط السورية، وانتقل إلى لبنان بعد عام 1973م، ثم عاد إلى العراق مدة ست سنوات. وكان عام 1962م شهد آخر علاقة له مع العمل الحزبي. وأصدر القشعمي عشرة كتب حول الصحافة المبكرة، وثمانية عن رواد الثقافة، وستة كتب في مواضيع مختلفة، إضافة إلى كتاب «عبدالرحمن منيف في عيون مواطنيه»، الذي كان اسمه في أول طبعتين «ترحال الطير النبيل»، الذي طبع في حياة منيف في عام 2003م، مرتين، ثم الثالثة بعد وفاته، والرابعة قريبة الصدور، مع مقدمة من شقيقة عبدالرحمن «حصة منيف»، التي تؤكد فيها أن والدة عبدالرحمن «نورة سليمان الجمعان» سعودية من قرية روض العيون.