أكد الكاتب والمؤرخ محمد القشعمي أن الأديب والصحافي عبدالكريم الجهيمان لم يكن يحب التكريم في حياته، ولذلك رفض حضور عدد من الحفلات التكريمية لجهوده، مستثنياً من ذلك جائزة الثقافة في الجنادرية التي تلقاها من يدي خادم الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الرياض عام 2008م. وخلال أمسية نظمتها الجمعية السعودية للثقافة والفنون في الدمام، أول من أمس الإثنين، تكريماً للرائد الراحل الجهيمان، استذكر القشعمي ريادته في الصحافة والأدب السعوديَّيْن، وقرأ عدداً من مقالات الجهيمان كان لها تأثير في حياته المهنية آنذاك، ومنها مقالته «نصفنا الثاني»، التي سُجن بعد نشرها لمطالبته فيها بتعليم المرأة في ذلك الوقت، وبالرغم من ذلك كان الجهيمان أميناً لموقفه، فأعاد نشر المقال في أكثر من صحيفة بعد خروجه من السجن. وتناول القشعمي حياة ومآثر الجهيمان، وبدايات حياته العملية في نجد عام 1928م، وتفاصيل من رحلته العملية بداية ب«الهجانة»، وصولاً إلى ترؤسه تحرير صحيفة «أخبار الظهران». كما سلط المحاضر الضوء على علاقات الجهيمان ومواقفه مع رفقائه، واستمرارها حتى الجيل الحالي، مستذكراً المواقف التي جمعته بالجهيمان في رحلاته الداخلية والخارجية، وخصوصاً ما جمعهما مع أصدقاء مشتركين في الحجاز، معرجاً على ما قدمه الجهيمان للتعليم والمعارف في المملكة، والأحداث التي صاحبت هذه المسيرة، وكيف نُفِيَ من مكة، بالإضافة إلى مواقف الشكر والتقدير لمجهوداته التي تلقاها من أصدقاء ومسؤولين في الدولة آنذاك. واستطرد القشعمي متحدثاً عن علاقة الجهيمان بيزيد بن عبدالله بن عبدالرحمن، ابن أخ الملك عبدالعزيز في عدد من الجوانب، أهمها سفر الجهيمان برفقته إلى مصر، وما قاله الجهيمان عن الرحلة من كونها أثرت في حياته كثيراً، محدثة نقلة نوعية في تفكيره الاجتماعي، معللاً ذلك باختلاف التيارات والأفكار المجتمعية في مصر عام 1950م.