«نعلن نحن، أبناء فلسطين، من كافة أرجائها، عن إقامة قرية «باب الشمس» بقرار من الشعب الفلسطيني، بلا تصاريح الاحتلال، وبلا إذن من أحد، لأنها أرضنا ومن حقنا إعمارها»، بهذه الكلمات أعلنت ولادة قرية «باب الشمس» الفلسطينية كأول سابقة لنوع جديدة من المقاومة الشعبية للاستيطان، وهو ما جعل إسرائيل تضع كل إمكانياتها لتحولها إلى أنقاض بعد اعتقال أغلب نشطاء المقاومة الشعبية ضد الاستيطان الذين ناضلوا حتى آخر لحظة لبقائها. قصة «باب الشمس» امتدت لثلاثة أيام وصل فيها النشطاء الليل بالنهار، وعملوا كخلية نحل تمكنوا خلالها من إعادة إحياء الذاكرة الفلسطينية والعودة بها إلى ما قبل النكبة والنكسة، وأقاموا 35 خيمة داخل أراضي المنطقة التي تسميها إسرائيل «إي1» شرق القدس، وتحرم دخولها. واستوحى النشطاء اسم القرية من رواية «باب الشمس» للكاتب اللبناني إلياس خوري، وهي رواية تحكي تاريخ فلسطين ونكبتها من خلال قصة حب بين البطل الفلسطيني يونس، الذي يذهب للمقاومة بينما تظل زوجته نهيلة متمسكة بالبقاء في قريتها بالجليل، وطول فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي يتسلل من لبنان إلى الجليل ليقابل زوجته في مغارة «باب الشمس»، وتنجب منه ويعود مرة أخرى لينضم إلى المقاومة في لبنان. في الساعة الثانية والنصف بعد منتصف ليلة أمس لم يكن النشطاء الفلسطينيون يفكرون بالبرد القارس بقدر ما كانوا منشغلين بتأمين أنفسهم والتفكير بطريقة يحاولون خلالها إطالة عمر القرية لكنهم صدموا بحجم الأعداد الكبيرة من قوات الجيش والشرطة وحرس الحدود الإسرائيلي التي يقدرها الناشط عبدالله أبو رحمة بألف جندي، يقابلهم حوالي مائتي مواطن فلسطيني. وقال أبو رحمة ل «الشرق»: «تم إخلاؤنا في ظلام الليل وهاجمونا بشكل عنيف ونحن لا نمتلك إلا قوة عزيمتنا بالتمسك بأرضنا، وأصيب منا 25 شخصاً واعتقلونا ونقلونا بحافلات إلى معبر قلنديا بالقرب من مدينة رام الله»، مؤكداً أن هدم القرية بداية المعركة مع إسرائيل والانتقال إلى استراتيجية الفعل من خلال بناء المزيد من القرى على الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وأشار إلى أن بناء القرية جاء كرد على مخطط الاحتلال ببناء بؤرة استيطانية جديدة تسمى «يوان» بنفس الأرض التي أقاموا عليها «باب الشمس»، فأعلنوا عن مخيم شتوي لتبادل الخبرات بين نشطاء المقاومة الشعبية لتضليل الاحتلال عن الهدف الأساسي بإقامة القرية، وليتمكنوا من إدخال الخيام والمستلزمات التي يحتاجونها للبناء والتمهيد لتمكن الفلسطينيين من دخول المنطقة وعدم لفت انتباه الاحتلال الإسرائيلي. ووجه أبو رحمة رسالة إلى إسرائيل قال فيها: «لقد وصلنا إلى منطقة محظورة أمنياً ومحاطة بمعسكرات جيش ومراكز أمن وهذا انتصار للمقاومة الشعبية، وتمكنا من بناء قريتنا قبل أن يستيقظ جنودكم، وسوف نعيد بناء المزيد من القرى الفلسطينية بنفس الطريقة»، معلناً أن الأيام القليلة ستشهد عشرات «باب الشمس». لوجو باب الشمس رجل يجلس على كرسيه في القرية إحدى الخيم التي علقت عليها لافتة تقول هنا القدس