في تجاهل لقرار المحكمة العليا الإسرائيلية، أخلت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الاسرائيلي بالقوة فجر الاحد مخيم «باب الشمس» الذي أقامه ناشطون فلسطينيون، في موقع كان موجها لبناء مشروع استيطاني يهودي مثير للجدل في الضفة الغربية. وشارك حوالى 500 عنصر من الشرطة وحرس الحدود مصحوبين بجرافات، في العملية التي نفذت بأوامر مباشرة من رئيس الوزراء الاسرائيلي نيتنياهو، حيث دمروا الخيام، واعتدوا على المواطنين الفلسطينيين والمتضامنين المتواجدين في المكان، وأوقعوا بينهم عدداً من الاصابات نُقلت إلى المستشفى ، كما تم الاعتداء على مصورين وصحفيين وحطمت هواتفهم وكاميراتهم قبل ان تباشر الاقتحام . وادعى متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية- أن المنطقة أعلِنت منطقة عسكرية ومن اللازم إخلاؤها»، مشيرا إلى أن قوات الأمن الإسرائيلية كانت وقت اقتحام القرية مصحوبة بحافلات أعدت لنقل المعتقلين. واشار المتحدث أن التهمة الموجهة للنشطاء هي «إثارة الشغب وتكدير الأمن والنظام العام». المشروع الاستيطاني في المنطقة «اي 1» يهدف الى وصل مستوطنة معاليه ادوميم في الضفة الغربية التي يقيم فيها 35 الف مستوطن بالاحياء الاستيطانية في القدسالشرقيةالمحتلة منذ 1967.وسيكمل تقسيم الضفة الغربية الى شطرين وعزل القدس، ما يجعل من المستحيل قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة وعلى اراض متصلة في المستقبل. وقالت مصادر فلسطينية انه جرى نقل عدد من المصابين الى مستشفى رام الله عبر حاجز قلنديا لتلقي العلاج بعد ان اعتدت عليهم قوات الاحتلال بالضرب المبرح خلال اخلاء قرية باب الشمس. واكدت عبير قبطي وهي احدى منظمات هذه التظاهرة ان «القوات الاسرائيلية دمرت بالقوة المخيم» الذي اقيم صباح الجمعة في موقع مشروع «اي-1» الاستيطاني بين الضفة الغربيةوالقدسالشرقية المحتلتين. واعتقلت القوات الاسرائيلية لفترة قصيرة الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني بعد ان اعتدت عليه بالضرب في قرية باب الشمس . وقال البرغوثي، «ان مئات الافراد من الشرطة الاسرائيلية اجتاحوا الموقع من مختلف الجهات، وقاموا بالاطباق على المتواجدين ومن ثم قاموا باعتقالهم واحدا تلو الاخر». ونقل تلفزيون فلسطين على الهواء مباشرة عملية الاقتحام، حيث ظهر مئات افراد الشرطة وهم يقتحمون الموقع، ويسحبون شبانا حاولوا افتراش الارض في الموقع، حيث رفض اكثر من 200 فلسطيني محاصرين الانصياع لامر اسرائيلي باخلاء المخيم على رغم تهديدات بطردهم عنوة. من جهتها ادانت حركة فتح قيام قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي باقتحام قرية « باب الشمس « وتدميرها والاعتداء على ساكنيها بشكل همجي واعتقال عدد منهم معتبرة ذلك بالجريمة الإسرائيلية البشعة التي ترتكبها حكومة الاحتلال بتعليمات مباشرة من رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو وسيأتي اليوم الذي تعاقب فيه على كل هذه الجرائم. وقال احمد عساف المتحدث باسم الحركة ان هدم الاحتلال لقرية باب الشمس لن يكون نهاية لمعركة تثبيت الحق الفلسطيني على كل الأراضي الفلسطينية لان شعبنا سيواصل نضاله مهما كانت التضحيات حتى الحرية والاستقلال . ودانت حركة حماس عملية الاخلاء ووصفتها بالعنصرية الهمجية الاجرامية التي تخرج من قلب الكيان الصهيوني الذي لا يحترم حتى محاكمه الصهيونية . واشادت حماس بالمقاومة الشعبية الفلسطينية في التشبث بكل شبر من فلسطينالمحتلة . بدورها وزارة الشؤون الخارجية الفلسطينية استنكرت الاعتداء ، والذي يدلل على أن حكومة إسرائيل تتصرف كدولة فوق القانون، ولا تأبه للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وتضرب عرض الحائط بالشرعية الدولية وقراراتها. واطلق الناشطون على الموقع اسم «باب الشمس» نسبة لرواية تحمل الاسم نفسه للكاتب اللبناني الياس خوري وتتحدث عن النكبة واللجوء والمقاومة الفلسطينية. الى ذلك قال عبد الله ابو رحمة المسؤول في اللجنة التنسيقية للمقاومة الشعبية المنظمة للمخيم ان «اسرائيل تتحدى القانون الدولي منذ عقود عبر اقامة مستوطنات غير شرعية على اراض مسروقة وعبر تدمير منازل فلسطينية. لدينا الحق في البناء والعيش على ارضنا». وصرح عمر غسان (27 عاما) القادم من رام الله «نحن الفلسطينيين دائما متشائمون، لكن هذه المبادرة تعطينا سببا للتفاؤل. انه نوع جديد من المقاومة مختلف عن المقاومة المسلحة او رشق الحجارة». وكانت اسرائيل اعلنت قبل ستة اسابيع عزمها بناء الاف من الوحدات السكنية الاستيطانية في هذه المنطقة ردا على رفع تمثيل دولة فلسطين في الاممالمتحدة الى دولة مراقب. ولقي المشروع ادانات فلسطينية ودولية. ويهدف المشروع الاستيطاني في المنطقة «اي 1» الى وصل مستوطنة معاليه ادوميم في الضفة الغربية التي يقيم فيها 35 الف مستوطن بالاحياء الاستيطانية في القدسالشرقيةالمحتلة منذ 1967. وهو بذلك سيكمل تقسيم الضفة الغربية الى شطرين وعزل القدس، ما يجعل من المستحيل قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة وعلى اراض متصلة في المستقبل. ويعتبر المجتمع الدولي كل الانشطة الاستيطانية الاسرائيلية غير شرعية ولا يعترف بضم الدولة العبرية عام 1967 للقدس الشرقية.