يستعين المعاق موسى محمد مداوي آل خزيم23 عاما بحبال للتنقل بين الجبال، بعد تعرضه لحادث مروري جعله حبيس الكرسي المتحرك قبل عامين، حيث أفقده الحركة في نصف جسده الأسفل، الشرق زارته في منزل والده، وهو عبارة عن مجموعة من «الصبون» الغرف المتناثرة على ضفاف وادي دفا السحيق، وتسكنه عائلة تضم 15 شخصا في قرية شيبة بمركز وادي الحياة بعسير، بلا نوافذ أوأبواب تقفل عند المساء، لتقيهم الغبار، أو تحجب عنهم أصوات الكلاب والذئاب التي يبدأ دوامها بغروب الشمس، أما غرفة موسى فلا تتضمن سوى كرسيه المتحرك، وسرير من الحديد، بالإضافة إلى حبل يتدلى من أحد الأخشاب الموجودة في السقف، ليساعده على الحركة، حيث تفتقر غرفة موسى إلى الأجهزة الكهربائية سوى مذياع قديم أهداه إياه قريبه، ويعمل على البطاريات الجافة. طريق وعرة ويبين موسى أنه تنقل مابين مستشفيات جازان وعسير والرياض، وخرج من المستشفى» مدينة الملك فهد الطبية»مقعدا، وكان يؤرقه حينها كيفية وصوله إلى البيت، من خلال طريقه الوعرة، التي يعاني منها حتى المعافى خلال السير بها، ويضيف موسى أنه بعد الخروج من المستشفى والوصول إلى المنزل زادت معاناته مع الإعاقة لعدم وجود مكان مهيأ فلا دورات مياه أو كرسي متحرك أو سريركهربائي أو أرضية يمكنه التحرك عليها بواسطة الكرسي المتحرك، حيث إن أرضية المنزل» ترابية» لاتزال تنتظر البلاط أو الإسمنت على الأقل منذ عقود. سكن مناسب ويشكو موسى من التسلخات التي يتعرض لها جراء الحر وانعدام الكهرباء، فضلا عن عدم صلاحية «الصبون» لوضع المكيفات، بسبب انعدام الأبواب والنوافذ التي تعلق عليها، حتى تقيهم تقلبات الطقس، مشيرا إلى أن أهله عند تنقله يفقدون أغلب فرش المنزل لاستخدامها كوسادات تقيه الارتطام والحركة الزائدة داخل السيارة» جيب شاصي قديم»، مناشدا وزارة الصحة بعلاجه في مستشفى متقدم محليا أو في الخارج، ومتمنيا تهيئة السكن المناسب، مشددا على أن دخله الوحيد هو الضمان الاجتماعي الذي لا يغطي تكاليف المعيشة والسفر للعلاج في الرياض بين فترة وأخرى، فضلا عن إصلاحات السيارة، حيث بين أنه يتمنى أن يحظى بسيارة مجهزة لذوي الاحتياجات الخاصة، سواء من الشؤون الاجتماعية أوغيرها.» الشرق» تواصلت مع مدير شؤون المستفيدين، في المكتب الرئيس للضمان الاجتماعي، بعسير، الذي أفاد بأن موسى مسجل لديهم ويحصل على مساعدة الضمان. ..وأحد أشقاء موسى يدفعه على الكرسي البسيط (الشرق)