حسمت المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية بالمنطقة الغربية، مصير معاناة كثير من المصابين في الحوادث المرورية، بعلاجهم عبر المنازل. ولم يقتصر دور المؤسسة على الخدمات الطبية، بل تعدى إلى الدعم الاجتماعي، ليجد المرضى أنفسهم في رعاية تامة وسط أسرهم، بدلا من تكبد عناء الانتظار أو السفر لمسافات بعيدة بحثا عن العلاج. واستفاد حسين الناشري من جدة، من خدمات المؤسسة، بعد تعرضه لحادث مروري عام 2006م، أصيب على إثره في الحبل الشوكي، وتعرض لشلل رخوي مستعرض بالأطراف السفلية وكسر بالفقرة القطنية الأولى. حسين23 عاما، تقدم إلى المؤسسة من قبل مستشفى الملك عبدالعزيز ومركز الأورام، منذ إصابته بالإعاقة، التي يسرت له سبل العلاج في قسم التأهيل بالمستشفى على حساب الضمان الاجتماعي، خصوصا أنه من أسرة محدودة الدخل، ولا يستطيع ذووه تلبية احتياجاته الطبية المتعددة والباهظة التكاليف، وقدمت المؤسسة للناشري سريرا طبيا مزودا بمرتبة هوائية لتمنحه أقصى درجات الراحة الممكنة، بالإضافة إلى عوامة هوائية وكرسي حمام، وكذلك كرسي متحرك لمنحه حرية التنقل. ولم يقتصر الدعم على الحالات المشابهة لإصابات الناشري، بل يذهب بعيدا إلى الحالات الحرجة، إذ هناك الطفل خالد حمزة عبدالرحيم كالو، ذو الخمسة أعوام، عرف مرارة الحياة منذ أطل برأسه على الدنيا، عانت أمه من تعسر في ولادته، وتم إدخاله غرفة العناية المركزة فور خروجه لمدة شهر كامل، وتركها وهو يعاني من خلل في الدماغ يجعله غير قادر على تذوق طعم المتعة في الحياة، لكن معاناة خالد لا تقف عند هذا الحد، فقد ابتلى الله أباه حمزة بفشل كلوي وجلطة أدت إلى شلل رباعي أقعدته عن العمل، وليس للعائلة معين إلا الله. وعندما تقدمت عائلة كالو للمؤسسة سرعان ما تم قبولهم، والتزمت بصرف العلاجات التي يحتاجها الأب والابن معا، بالإضافة إلى دعمهم بالتبرعات الواردة للمؤسسة مثل الدعم الغذائي لمرضى المؤسسة في شهر رمضان المبارك، والمساعدات المقدمة لمتضرري السيول، وتقوم باصطحابهم في الرحلات التي تنظمها للترويح عنهم وإعطائهم الأمل بغد مشرق. من جانبها أوضحت الاختصاصية الاجتماعية بالمؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية بالمنطقة الغربية سمر بخاري أن حوادث السيارات تعد أحد المسببات الرئيسة للإعاقات المزمنة «وكان حسين ضحية إحداها بمدينة جدة التي يعيش فيها، وقدر له أن يعيش حبيس إعاقته، لكن عندما تنظر إليه ترى في عينيه عزما متقدا، وتشعر برغبته الكبيرة في المضي بحياته، وتحقيق النجاح مهما كلف الأمر، ولذلك كان يجب الوقوف إلى جانب عائلته، ودعمه بكل ما نستطيع». يذكر أن رئيسة المؤسسة الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، تشدد دائما على الوصول إلى المستفيدين في منازلهم، في إطار تكريس المسؤولية الاجتماعية .