رأى الناشط الميداني محمود عكل أن الأوضاع الإنسانية التي تعيشها مناطق واسعة من محافظة إدلب تزداد سوءاً مع دخول فصل الشتاء، وأنه لا يعوّل كثيراً على اجتماع أصدقاء سوريا في المغرب غداً، وقال عكل ل»الشرق»: إن اجتماعات مماثلة جرت قبل ذلك في تونس وتركيا إلا أن الشعب السوري لم يلحظ أي نتائج ملموسة تنعكس على معاناته المستمرة منذ ما يقارب السنتين، وأكد عكل أن الأوضاع والظروف التي يعيشها الشعب السوري في كل المناطق أصبحت سيئة للغاية وهي تتدهور بشكل سريع بسبب نقص المواد الأساسية التي يحتاجها الناس ليستمروا في الحياة، وخاصة مادة الخبز التي أصبح تأمينها صعباً للغاية بعد انقطاع الطحين واستهداف طائرات الأسد باستمرار للأفران، وأوضح عكل أن مادة الطحين قطعها النظام عن تلك المناطق منذ عدة أشهر بعد تحرير المنطقة على يد الثوار والجيش الحر، وأضاف «نحن كناشطين نقوم بتأمين ما نستطيع لآلاف الأسر المتضررة، حيث إن هناك كثيراً من العائلات أصبحت بلا مأوى بعد أن فقدت بيوتها». وأشار أن الناس أصبحوا في حالة يرثى ها لها بعد منع النظام وصول مادة الطحين والخميرة التي تستخدمها الأفران في صنع الخبز، وأن معظم العائلات لا تستطيع تأمين حاجتها الأساسية وخاصة حليب الأطفال بسبب انعدام قدرتها الشرائية ونفاد ما لديها من أموال، وأفاد أن بعض لجان الإغاثة الداخلية (متطوعون) يعملون على تأمين ما يستطيعون من هذه المواد (طحين، سكر، أرز، الزيت والشاي) -من متبرعين محليين بكميات محدودة- وأشار إلى أن كثيراً من الأطفال لا يجدون ثياباً تقيهم برد الشتاء، وناشد عكل المنظمات الإنسانية والإغاثية وكل أصحاب الضمائر الحية في هذا العالم أن يبادروا إلى مساعدة السوريين في هذه المحنة التي يتعرضون لها، وقال إن عشرات الآلاف من السوريون وأطفالهم يعانون من الجوع والبرد الشديد الآن، بسبب فقدان مواد التدفئة، ويعتمد الناس في التدفئة على ما يجمعونه من الأرض، كما رأى عكل أن الوضع الصحي كارثي في ظل غياب شبه كامل للدواء والعلاجات الضرورية، وأن قلة من الأطباء والممرضين يعالجون الناس بأدوات بسيطة. وقال عكل: إن هناك حوالي نصف مليون سوري في ريف إدلب وخاصة مناطق معرة النعمان وكفرنبل وقراهما وقرى جبل الزاوية ومنطقة خان شيخون وريفها بحاجة للإغاثة، وهي تتعرض بشكل يومي لقصف طائرات الأسد وتوقع مزيداً من الضحايا، ووصف عكل الوضع الإنساني في هذه المناطق بالكارثي، فكل شيء معطل فيها، كما أشار إلى أن وصول الإمدادات إلى المنطقة صعب للغاية بسبب استمرار القصف المدفعي والصاروخي من مواقع جيش الأسد التي مازالت في المنطقة، وكذلك من الطائرات التي لا ينقطع تحليقها على مدار اليوم. وأكد عكل أن الحالة التي تعيشها محافظة إدلب تنطبق على كل مناطق سوريا، وأن عدد النازحين في الداخل يفوق الأربعة ملايين شخص. رجل يبيع الديزل في حي الفردوس في حلب (أ ف ب) فرن للثوار في محافظة إدلب وينتج 2500 رغيف يومياً (أ ف ب) فتية يشعلون النار في أحد شوارع حلب لأجل التدفئة (أ ف ب)